القاهرة ــ الأخبار
علمت «الأخبار» أن وفداً أمنياً مصرياً توجّه على عجل إلى ليبيا أمس، للتحقّق من معلومات تفيد بأن سيّارتين محمّلتين بمواد شديدة الانفجار قد عبرتا الأراضي الليبية باتّجاه الحدود المصرية الأسبوع الماضي، في وقت تواصل فيه السلطات المصرية محاولتها جمع التفاصيل الخاصّة بالمتورّطين في «خلية نائمة» لتنظيم «القاعدة» تمّ الكشف عنها أخيراً واعتقل من أفرادها 35 شخصاً.
واستنفرت السلطات المصرية أجهزتها الأمنية كلها في شوارع القاهرة والميادين المهمّة والمنشآت السياحية وقطارات الأنفاق، تحسّباً لعملية إرهابية، يُعتقد أنّه يُخطّط لتنفيذها خلال احتفال البلاد بالذكرى السنوية المقبلة لقيام ثورة تمّوز عام 1952.
وسبق أن تعرّضت منشآت سياحية في منتجع شرم الشيخ الساحلي على البحر الأحمر لسلسلة من العمليات الإرهابية قبل أكثر من عامين تزامنت مع احتفالات وطنية مهمّة منها ذكرى تحرير سيناء.
وتتّهم السلطات المصريّة أعضاء «الخليّة النائمة» بالتخطيط لأعمال إرهابية، بالتنسيق مع عناصر من «القاعدة» في أفغانستان وألمانيا والنمسا والكويت والإمارات والسعودية عبر شبكة الإنترنت، وإنشاء إذاعة باسم «صوت الخلافة» على الشبكة نفسها، لاستخدامها في بث أخبار العمليات الإرهابية والاتصال بقادة «القاعدة» في الخارج.
كذلك تُوجَّه لأفراد التنظيم تهم الاتصال بـ«الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين»، والاشتراك في بعض المواقع الإلكترونية الإسلامية، للتدريب على أعمال التفجير، والسعي إلى استقطاب أعضاء جدد، بالإضافة إلى محاولة الحصول على أموال مما يسمّى «الجيش الإسلامي في العراق» لتنفيذ أعمال إرهابية في مصر.
وكشفت التحقيقات عن قيام بعض أعضاء الخلية بترتيب حوارات مع صحافي أردني الجنسية يدعي فؤاد حسين في أحد الأماكن في محافظة بني سويف، باعتبارهم قادة في «القاعدة» في مصر.
ومثّل اعتقال خلية «القاعدة» كابوساً أمنياً لسكّان العاصمة المصرية الذين فوجئوا بانتشار أمني مكثّف، حيث ظهر للمرّة الأولى منذ سنوات رجال أمن مسلّحون على مداخل أنفاق القاهرة ومخارجها التي يستخدمها أكثر من مليوني مواطن يومياً.
وتردّدت معلومات غير مؤكّدة أمنياً عن تلقّي جهاز قطارات الأنفاق اتصالات هاتفية تحذّر من تفجير قنبلة في محطة شبرا الخيمة شمال القاهرة.
وبرزت يوم أمس مفاجأة غير متوقّعة عندما اتهمت النيابة العامّة المصريّة متهماً آخر بقيادة التنظيم يُدعي محمّد عبد الحميد المهدي، ويعمل طبيباً بيطرياً.
وجاء في نصّ قرار الاتهام أن المهدي «قام بترسيخ أفكار القاعدة» و«بتكفير الحاكم (الرئيس المصري حسني مبارك)» و«الدعوة إلى الخروج عليه والقيام بأعمال عدائية ضدّ السياح الأجانب»، استناداً إلى فتوى زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن باستهداف المصالح الأميركية واليهودية في أنحاء العالم.
كذلك يواجه المهدي اتهامات أخرى بتكفير الطائفة المسيحية في مصر وإجازة الاعتداء على أتباعها، في حالة اعتدائهم على المسلمين.
إلّا أنّ المتّهم، ووفقاً لمصادر أمنية وقضائية، دحض هذه الاتهامات وأعلن أنه عضو في «الحزب الوطني» الحاكم ويحبّ الرئيس المصري حسني مبارك ويحبّ إسرائيل، لافتاً الى أنّه انتخب مبارك العام الماضي.