على وقع هجمات دموية جديدة أودت بحياة نحو 70 عراقياً، شهدت بلاد الرافدين، أمس، تطوّرات سياسية بارزة كان أبرزها عودة نواب «الكتلة الصدرية» عن مقاطعة جلسات البرلمان العراقي، وإعلانات إيرانية ـــــ أميركية عن قرب موعد الجولة الثانية من المحادثات حول العراق.وأعلن رئيس المجموعة النيابية لـ«التيار الصدري»، الذي يتزعّمه السيد مقتدى الصدر، نصار الربيعي، إنهاء نواب الكتلة البالغ عددهم 32 عضواً، لمقاطعتهم جلسات مجلس النواب، التي امتدّت لنحو 5 أسابيع على خلفية «التقصير الحكومي» في حماية مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، الذي تعرّض لاعتداءين متتاليين خلال فترة وجيزة.
وبرّر الربيعي القرار بتحقيق الحكومة العراقية للشروط التي سبق ووضعتها «الكتلة الصدرية»، كاشفاً عن تسلمه رسائل من رئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب «تؤكّد تحقيق مطالبنا»، التي تُختصر بالتسريع في إعادة بناء المرقدين وتشديد الحماية عليهما.
وفي ترجمة سريعة لقرار العودة عن تعليق المشاركة، حضر نواب «الكتلة»، أول من أمس، جلسة برلمانية لهم منذ 13 الشهر الماضي.
وفي السياق، برز أمس حضور رئيس مجلس النواب العراقي المُقال، محمود المشهداني، جلسة «المجلس السياسي للأمن الوطني»، الذي خُصِّص لبحث موضوع «التحالف الرباعي» المزمَع تشكيله لدعم الحكومة. وضمّ الاجتماع إلى المشهداني، رئيس الجمهورية جلال الطالباني ونائبه طارق الهاشمي، بالإضافة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي.
في هذا الوقت، أعلنت إيران أمس أنها مستعدة لعقد الجولة الثانية من المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن العراق «قريباً» (بعد الجولة الأولى التي عُقدت على مستوى السفراء في بغداد في 28 أيار الماضي)، إذا تلقّت طلباً أميركياً رسمياً بذلك.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن وزير الخارجية منوشهر متكي قوله إن المسؤولين العراقيين «طلبوا من إيران إجراء هذه المحادثات، إلا أننا طلبنا تقديم طلب رسمي من قبل واشنطن عبر السفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأميركية في إيران»، مرجّحاً أن يكون موعد اللقاء في «المستقبل القريب».
وسارع المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك إلى الإعلان أنه «سيكون من المناسب عقد لقاء مباشر جديد حول العراق مع الإيرانيين، لإفهامهم بأنّه يجدر بهم تغيير سلوكهم في العراق». وكشف ماكورماك عن أنّ بلاده ستقول لممثّلي طهران في الاجتماع المرتقب بأن «عليهم أن يتوقّفوا عن دعم الميليشيات الشيعية التي تستهدف قواتنا العسكرية، وتهدف إلى إثارة النعرات الطائفية، لأنّ هذا هو الطريق لاستقرار العراق».
على صعيد آخر، قالت رئاسة الجمهورية العراقية إن الرئيس الأميركي جورج بوش شدّد خلال اتصال عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع أعضاء مجلس الرئاسة العراقي على «ضرورة القيادة الجماعية بين ممثلي جميع أطياف الشعب العراقي المشاركين في الحكومة».
وذكر الموقع الإلكتروني للرئاسة العراقية، أن القادة العراقيين قدّموا إيجازاً للرئيس الأميركي عن الوضع الراهن في البلاد والإنجازات التي تحققت أخيراً على صعيد تشكيل مجلس الرئاسة ودوره في تفعيل المؤسسات القائمة واستئناف اجتماعات «المجلس السياسي للأمن الوطني» والخطوات التي تم اتخاذها بشأن المصالحة الوطنية.
ميدانياً، وصل عدد الجنود ألاميركيين القتلى منذ بداية شهر تموز إلى 11 جندياً بحسب إحصاءات وزارة الدفاع الأميركية، بعد مقتل أحد جنود مشاة البحرية (المارينز)، في حادث قال بيان عسكري أميركي إنه «غير قتالي».
وقُتل أكثر من 70 شخصاً في هجمات متفرقة أعنفها هجوم مسلح استهدف قرية شيعية في محافظة ديالى أودى بحياة 29 شخصاً. بينما قُتل أكثر من 20 مدنياً وسط العاصمة في مرأب السفارة الإيرانية في العراق. وسقط 11عراقياً في تفجير في حي الزيونة وسط بغداد، وأكثر من 10 أشخاص في اعتداءات خارج العاصمة.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب،
رويترز، د ب أ، يو بي آي)