موسكوـــ حبيب فوعاني
التوتّر القائم في العلاقات الروسيّة ـــــ البريطانيّة، المفتوح على أفق غير محدّد، وإن خطّت معالمه حتّى الآن «الأزمة الدبلوماسيّة»، يستوجب إلقاء نظرة على تاريخ تلك العلاقات مذ وُضعت على سكّة «تصحيح» قائمة على «بداية التصحيح» في الاتّحاد السوفياتي في عام 1984.
ففي العام المذكور، وبعد لقائها الأوّل بميخائيل غورباتشوف، وقولها إنّه شخص يمكن العمل معه، مارست رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر دور «العرّاب في الغرب» لمجيئه إلى السلطة السوفياتيّة في عام 1985، وبعدها تواترت التحوّلات مع انحدار أو تطوّر مستوى العلاقات.
- في أيار عام 1996، طردت لندن 4 دبلوماسيين روس كانوا يعملون في السفارة الروسية في بريطانيا، رداً على إجراء مماثل اتّخذته موسكو بحقّ دبلوماسيين بريطانيين كانوا «على اتصال مع مواطن روسي يعمل لحساب الاستخبارات البريطانية».
- في 21 تشرين الثاني عام 2000، وخلال لقائه مع الرئيس الروسي الجديد فلاديمير بوتين، وعد رئيس الوزراء البريطاني آنذاك طوني بلير بالوساطة بين روسيا والولايات المتحدة في موضوع منظومة الدفاع الصاروخية. غير أنّه في شباط من العام التالي ساند الولايات المتحدة في هذا الموضوع، ومنذ ذلك الحين تدهورت العلاقات بين الزعيمين.
- في آب من العام نفسه، اعتقل موظف في شركة « بي إي أيه سيستمز» البريطانية المختصّة بتقنيّات الطيران، رفائيل برافو، بتهمة التجسّس في بريطانيا لمصلحة روسيا. وفي آذار عام 2002 اعتقل موظف آخر في الشركة نفسها بتهمة محاولة تسليم معلومات حول الصواريخ إلى روسيا.
- في 12 أيلول عام 2002، رفضت محكمة لندن طلباً روسياً بتسليم رجل الأعمال الروسي المقيم في لندن بوريس بيريزوفسكي وأحمد زكايف وزير الثقافة الشيشاني السابق في حكومة الرئيس الراحل أصلان مسخادوف.
- في 7 حزيران عام 2004، أعلنت الحكومة الروسية أن المجلس الثقافي البريطاني يمارس نشاطاً تجارياً في روسيا ولذلك من الممكن تعرّضه لفرض غرامات. وفي 10 حزيران، وأثناء قمّة «الثماني» الكبرى في الولايات المتحدة، رفعت هذه المآخذ عن المجلس.
- في 22 كانون الثاني عام 2006، تمّ عرض فيلم «الجواسيس» الوثائقي على شاشة التلفزيون الروسي الحكومي، الذي اتّهم فيه الدبلوماسيون البريطانيون بالتجسّس والتمويل غير المشروع للمنظمات الروسية غير الحكومية.
- في 12 تشرين الأول 2006، ضمّت لندن روسيا إلى قائمة «الدول المنتهكة لحقوق الإنسان».
- في 23 تشرين الثاني 2006، توفي في لندن رجل الاستخبارات الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو بعد تسمّمه بمادة البولونيوم المشعة.
- في 22 أيار 2007، وجهت النيابة العامة البريطانية تهمة قتل ليتفينينكو إلى ضابط الاستخبارات الروسي السابق أندريه لوغوفوي.
- في 6 حزيران 2007، صرّح طوني بلير بأنّه لن ينصح الشركات البريطانية بتوظيف استثماراتها في روسيا.
- في 25 حزيران 2007، اعترف الرائد السابق في شرطة الضرائب الروسية فياتشيسلاف جاركو بتجنيد الاستخبارات البريطانية له.
- في 5 تموز 2006، رفضت النيابة العامّة الروسية رسمياً تسليم لوغوفوي للسلطات القضائية البريطانية.