strong>أكراد العراق للأميركيين: نحن أصدقاؤكم الوحيدون في المنطقة
لم يبق أمام انعقاد الجولة الثانية المرتقبة من المحادثات الأميركية ـــــ الإيرانية في شأن العراق، سوى تحديد الموعد الزمني، بعدما أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متّكي أمس عن تلقّي بلاده «طلباً أميركياً رسمياً» لإجراء تلك الاجتماعات التي ستكون، كما الجولة الأولى التي عُقدت في أيار الماضي، على مستوى سفيري البلدين، الأميركي ريان كروكر، والإيراني حسن كاظمي قمي. وأضاف أن بلاده وافقت على عقدها.
أما في بلاد الرافدين، فقد اختلطت التطورات الأمنية مع المواقف السياسية، إذ جدّد الزعماء الأكراد إصرارهم على المضي قدماً في تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي التي تنص على إجراء استفتاء في شأن مستقبل مدينة كركوك النفطية والمختلطة عرقياً وطائفياً، رغم التوترات المتزايدة بسبب أعمال العنف التي تستهدف هذه المحافظة منذ أسابيع، والتي كانت آخر فصولها الهجمات الانتحارية التي أودت بحياة أكثر من 85 شخصاً يوم الأحد الماضي.
وقال مسؤول ملف كركوك في الحكومة الكردية محمد إحسان إنه «يجب إجراء الاستفتاء بحلول نهاية العام الجاري»، مشيراً إلى أن تأجيله بمثابة «الاستسلام للإرهابيين والتفاوض حول الدستور».
وجاء كلام إحسان ردّاً على تحذيرات تضمّنها تقرير أعدّته «المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات» حذّر من امتداد الحرب الأهلية إلى كركوك والإقليم الكردي بكامله «إذا ما أُجري الاستفتاء هذا العام رغم اعتراضات الطوائف غير الكردية».
وكشف إحسان أن الأكراد يحضّرون قائمة التصويت استناداً إلى إحصاء عام 1957، الذي يشكّل الأكراد بموجبه 48.3 في المئة من تعداد سكان كركوك، بينما كان العرب يمثلون 28.2 في المئة.
وردّاً على اقتراحات مسؤولين أميركيين سبق ووجّهوها للأكراد بتأجيل الاستفتاء، قال إحسان إنه سيكون من الخطأ «للأميركيين أن ينصتوا لقنابل الإرهاب أكثر من كلمات أصدقائهم الوحيدين (الأكراد) في المنطقة».
في هذا الوقت، أعلن الجيش الأميركي سقوط 5 من جنوده قتلى خلال اليومين الأخيرين في بغداد، بينما قتل ضابط في القوات البولونية المشاركة في احتلال العراق في «حادث غير قتالي» لتصل خسائر القوات البولونية في البلاد إلى 21 عسكرياً. وقالت الشرطة العراقية إن ضابطاً رفيع المستوى يُدعى سلام شعنون وخمسة من حرّاسه فُقدوا أمس خلال اشتباكات جنوبي العاصمة.
كما أعلن متحدث عسكري أميركي في بغداد أن قوات الاحتلال اعتقلت قيادياً بارزاً في تنظيم «القاعدة» في مدينة الموصل في وقت سابق من الشهر الجاري. وأوضح أن المعتقل يدعى خالد المشهداني، وأنه يتولّى التنسيق بين زعيم التنظيم في العراق، أبو أيوب المصري، وقيادة «القاعدة» العالمية بزعامة أسامة بن لادن.
وأعلنت مصادر كردية أن المدفعية التركية قصفت أمس مناطق شاسعة في إقليم كردستان، وهو ما أدّى إلى نزوح كبير للسكان من مناطقهم.
وسجّل يوم أمس تجدّد المعارك بين «جيش المهدي» مع الشرطة العراقية في مدينة الناصرية الجنوبية، في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع العراقية أنها قتلت واعتقلت أول من أمس، أكثر من مئة مسلّح في مناطق متفرّقة من البلاد. أمّا على صعيد القتلى المدنيين، فسقط ما يزيد على 37 قتيلاً في ديالى والمحاويل وكركوك وبغداد.
(الأخبار، أ ب، يو بي آي، أ ف ب)