القاهرة ــ وائل عبد الفتّاح
ضمن ما يمكن تسميته «الحرب العائلية» لدى الجيل الجديد من جماعة «الإخوان» المسلمين في مصر، تصدّر الموقعَ الالكتروني للجماعة أمس خبرٌ بعنوان «أبناء المحالين للعسكرية يحققّون نتائج متقدّمة في الثانوية العامة»، في ظاهرة أطلقت عليها وكالة «الأنباء الالمانية» تسمية «الجناح الجديد لجماعة الاخوان المسلمين»، في إشارة الى الرابطة التي أنشأها أبناء وأحفاد قادة الجماعة المعتقلين.
وتشير المساندة العائلية اللافتة إلى تغيير نوعي في الصورة السياسية لـ«الإخوان» باعتبارهم «تنظيماً حديثاً» يمثّل «اعتدال الإسلام»، الذي يظهر في التصريحات التي كانت تصدر في غالبيتها عن زوجات المعتقلين وبناتهم.
وفي السياق، قالت زهراء، ابنة النائب الثاني للمرشد العام خيرت الشاطر، إن أبناء المعتقلين «يعبّرون عن غضبهم بطرق سلمية. نزلنا إلى الشارع بشعارات إنسانية وقانونية أكثر منها سياسية، منها: المحكمة برّأت والدي، فلماذا لا يعود إلى البيت؟».
وتجدر الإشارة إلى أن ابنة الشاطر هي زوجة معتقل آخر هو حسن مالك، الذي شهدت اعتقاله أمام عينيها. وقالت «انقضّت الشرطة على باب المسكن، واقتحمته مروّعةً الأطفال. الأمر في كل مرّة يبعث على الهلع. أطفالي يفتحون عيونهم على مشهد المدافع الرشاشة».
ويذكر أن غالبية المعتقلين هم من رجال الاعمال، وينتمون إلى شرائح ميسورة من «الإخوان»، ما جعل شكل الاحتجاج على الاعتقال يختلف بداية من الرابطة إلى مجموعة مدوّنات شخصية يحمل كل منها سيرة للمعتقل ومتابعة لأخباره، منها مدوّنة عامة تحمل اسم «انسى»، تجمع أخباراً ومقاطع مسموعة ومرئية من المحاكمات.
ويلاحظ أن هذه المدوّنات لا تستخدم تعبير «قادة الإخوان» أو تشير إلى مناصب المعتقلين في الجماعة، إلا أنها تصفهم بالإصلاحيين، وهو توجّه جديد يضاف إلى عناصر الصورة الجديدة التي يقدمها «الاخوان» من خلال أزمة المحاكمة العسكرية.
ويتوقّع المتابعون لمسيرة «الإخوان» أن تستفيد الجماعة من النشاط الذي صاحب المحاكمات العسكرية في إعادة تنشيط مكتب «الأخوات» بشكل عصري يختلف عن الطريقة التي كانت تتبعها القيادية زينب الغزالي في بداية الخمسينيات والستينيات. واكّد المراقبون أن «قائدات حركة التضامن العائلي لن يقنعن بموقع الزوجات التي تعوّدت عليها أجيال ما بعد الغزالي، وقد نشهد قيادات جديدة تفرزها رابطة الدعم العائلي».
ومن ناحية أخرى، تحدثت عائلات المعتقلين عن ملامح أخرى للجيل الجديد في «الإخوان». وقالت زهراء «أجد صعوبة في شرح أن الضباط الذين اقتادوا والدي، كان يجب أن يكونوا مصدراً للحماية، كما يصعب تفسير سبب عدم ردنا بشكل يخلو من العنف على الاعتقالات». وأضافت «نحن ضد هجمات 11 أيلول، وضد هجمات أخرى تعتمد العنف، بيد أن هذه المعاملة قد تؤدي لخلق جيل يؤمن بالإرهاب».