الاستعدادات الإسرائيلية للعدوان على قطاع غزة بلغت مراحلها النهائية، حسبما أعلن أمس ضابط رفيع المستوى في جيش الاحتلال، في وقت واصل فيه قادة «فتح» و«حماس» التراشق بتهم الانتهاكات في حق أفراد الحركتين في الضفة الغربية والقطاع.وقال الضابط الإسرائيلي إن جيش الاحتلال «أصبح جاهزاً لتنفيذ حملة عسكرية واسعة في قطاع غزة»، مشدداً على أنه على انهى استعداداته في هذا المجال. لكنه أضاف أن «نافذة الفرص لحدث كهذا ليست غير محدودة وهناك إرادة وقدرة لأشهر عديدة وربما أكثر» لتنفيذ حملة كهذه.
وأشار الضابط إلى أن «حماس» «حققت منذ فك الارتباط تصاعداً متدرجاً يحتاج صنعه إلى جيل كامل»، معتبراً أن الهدوء النسبي في القطاع مضلّل. وأضاف أن إسرائيل لا تملك أي إمكان لمنع عبور ناشطين عبر محور فيلادلفي ومعبر رفح، مشيراً إلى أنه «خلال الشهر الأخير تم إمرار عشرين طناً من المواد الناسفة والبنادق والصواريخ المضادة للدروع (من طراز ساغر) وأخرى مضادة للطائرات إلى القطاع»، وأن «تهريب الأسلحة للقطاع أصبح يأخذ طابع الاستيراد من حيث الحجم والشرعية».
وكشف الضابط عن أن «حماس» «أنشأت جيشاً يبلغ تعداد أفراده ما بين 12ألفاً إلى 13 ألفاً، ولديه نظريات قتالية وهيكلية تنظيمية»، موضحاً أن الحركة «أصبحت جاهزة ببنية (عسكرية) مؤلفة من أربعة ألوية، وعلى رأسها قادة ألوية وقادة كتائب، ولديها قوات خاصة متخصصة في أنواع مختلفة من القتال؛ وهناك عامل آخر بارز هو خروج المئات من أفرادها إلى إيران بهدف اكتساب الخبرات ونقلها إلى داخل القطاع».
وتطرق الضابط إلى العمليات العسكرية المحدودة التي تنفّذها القوات الإسرائيلية في القطاع، قائلاً «في هذه المرحلة، نحن نواجه هوامش الأساليب الإرهابية ولا نعالج المشاكل الأساسية». واستبعد إمكان أن يتمكن طرف آخر، باستثناء اسرائيل، من كبح «حماس». وفسّر الهدوء النسبي الذي يتمتع به القطاع بأنه جرّاء تكتيك تهدف «حماس» من ورائه إلى تجنّب الصدامات الواسعة مع الجيش الاسرائيلي بهدف «مواصلة تقوية ذاتها».
وفي السياق، أفادت مصادر طبية فلسطينية أمس، أن أحد عناصر «كتائب القسام» استشهد متأثراً بجروح أصيب بها أثناء عملية عسكرية اسرائيلية شرق غزة الشهر الماضي. وأكدت «كتائب القسام»، في بيان، استشهاد علي حلس (23 عاماً).
وذكر موقع صحيفة «هآرتس» أن السلطة الفلسطينية وإسرائيل تعكفان على بلورة خطة مؤلفة من ثلاث مراحل لنقل المسؤولية الامنية في الضفة إلى الأجهزة الامنية الفلسطينية. وسيتم في المرحلة الاولى نقل السيطرة الامنية التامة عن مدينتي قلقيلية وأريحا، غير أن ذلك لن يتم في الايام القليلة المقبلة.
وستُسلّم سلطات الاحتلال الاسرائيلي، في المرحلة الثانية، مدينتي رام الله وبيت لحم، وفي المرحلة الثالثة مدينة طولكرم. ولُحظ أنه تم استثناء مدينتي جنين ونابلس من أي خطة مستقبلية. وانطلاقاً من أن الحديث عن مدن لا عن محافظات، يبدو من الواضح أن القرى والبلدات المحيطة بتلك المدن ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية. وبما أن هذه الخطوات لن يرافقها انسحاب وتفكيك حواجز، فإن تأثيرها سيكون محدوداً.
وأعلنت «حماس» أن أفرادها ومؤسساتها تعرضوا لأكثر من 700 اعتداء ما بين اعتقال واختطاف وإطلاق نار في مدن الضفة الغربية خلال الفترة التي اعقبت سيطرة الحركة على قطاع غزة.
في المقابل، اتهمت قيادة الأمن الوقائي في الضفة وسائل الإعلام التابعة لـ «حماس» بمحاولة نقل الصراع إلى الضفة. ووصفت «الأبواق الإعلامية التابعة لحماس» بأنها «مسمومة وتجردت من كل اشكال العمل المهني»، مشيرة إلى «انها تعدّ كل يوم روايات خيالية وقصصاً مفبركة، تنشرها على المواطن».
(الأخبار)