strong>واشـنطن تعــارض توسيــع مهمّــة بلــير وتتــمسّك بإدارة صــراع المنطــقة
رجّح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس عقد مؤتمر السلام، الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش، في أيلول المقبل في نيويورك على هامش اجتماع الأمانة العامة للأمم المتحدة، فيما خصّص أعضاء اللجنة الرباعية الدولية اجتماعهم في لشبونة أمس لتحديد مهمة مبعوثها الجديد طوني بلير، التي رفضت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس توسيعها.
وقال أبو الغيط، للصحافيين في القاهرة، إن المؤتمر الذي دعا اليه بوش سيعقد في أيلول، لكن ليس بالضرورة في نيويورك. وأعرب عن أمله في أن يتمكّن المؤتمر من إعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال أبو الغيط إن وزيرة الخارجية الأميركية ستبحث في الواحد والثلاثين من تموز الجاري برنامج المؤتمر مع وزراء خارجية عرب في منتجع شرم الشيخ في مصر. وأوضح أن مصر ترى ضرورة أن يتناول المؤتمر عدداً من القضايا، بما فيها إطلاق عملية تفاوضية ناشطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتابع أبو الغيط إنه سيقوم مع نظيره الأردني عبد الإله الخطيب بزيارة اسرائيل الأسبوع المقبل. وأضاف إن الزيارة التي ستجرى يوم 25 تموز تهدف الى إجراء أكبر قدر من الاتصالات مع المجتمع الإسرائيلي لطرح الرؤية العربية للسلام.
وأوضح أبو الغيط أنه سيلتقي والخطيب مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزيري الخارجية تسيبي ليفني والدفاع إيهود باراك وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في الكنيست، إضافة إلى مثقفين ورجال إعلام والمعارضة من كل أطياف المجتمع الإسرائيلي.
في هذا الوقت، اجتمع وزراء خارجية اللجنة الرباعية أمس في لشبونة، بمشاركة وزيرة الخارجية الأميركية والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وكشفت رايس أوراقها على الملأ قبل الاجتماع عندما رفضت طلب بعض الدول الأوروبية الراغبة في توسيع مهمات طوني بلير، مجددة تأكيد تصميم واشنطن على مواصلة الإمساك بالملف الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني. وقالت، للصحافيين الذين يرافقونها على متن الطائرة التي أقلّتها الى لشبونة، «ليس هناك هدف أهمّ من أن تكون هناك دولة فلسطينية قابلة للحياة»، مضيفةً إن مهمة بلير «محدّدة بوضوح». وتابعت «هناك محادثات سياسية تصر الولايات المتحدة على إدارتها بالتنسيق مع الرباعية».
ومع ذلك، أفرطت رايس في إطراء بلير، ووصفته بأنه «شخصية تاريخية كفؤة للغاية وتحظي باحترام دولي». وقالت «هذا وقت نشعر فيه بفورة نشاط بالنسبة إلى القضايا المتعلقة بالصراع الفلسطيني ــــــ الإسرائيلي وبرغبة حقيقية للمضي قدماً ومحاولة حله». وأضافت «هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن إنجازه ونريد التأكّد من أن كل شيء جرى الإعداد له بشكل جيد لأننا لا نريد مفاوضات فاشلة أخرى».
وبعد لقائها نظيرها البرتغالي لويس أمادو، وصفت رايس الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه «شريك ممتاز» للمجتمع الدولي واتهمت «حماس» بالعمل على عزل نفسها.
أما أمادو، الذي تتولى بلاده حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي وتستضيف المؤتمر، فقال من جهته إن «إعلان بوش سيؤثر بالتأكيد على فعالية الاجتماع في لشبونة. أعتقد أن اجتماع الرباعية سيعيد الحياة مجدداً إلى عملية السلام في الشرق الأوسط». وقال «بلير شخصية سياسية قوية معروفة للجميع. مهمة بلير وسيطة يتعين عليه خلالها أن يوفر الظروف للإسهام في عملية بناء دولة في الجانب الفلسطيني».
وكان بلير قد عقد اجتماعاً أمس في مدريد مع أعضاء الحكومة الإسبانية قبل أن يتوجه الى لشبونة. والتقى رئيس الحكومة خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو ووزير الخارجية ميغيل أنخيل موراتينوس، الموفد الخاص السابق للاتحاد الأوروبي الى الشرق الأوسط.
وأفادت مصادر دبلوماسية بريطانية وإسبانية أن بلير بحث معهم اجتماع اللجنة الرباعية في لشبونة.
ومن المقرر أن يزور بلير يوم الإثنين إسرائيل والضفة الغربية. وستكون هذه الزيارة الأولى له منذ أن أصبح مبعوثاً للرباعية.
وكان وزراء خارجية عشر دول اوروبية قد ناشدوا، في رسالة بادر بها الوزير الفرنسي برنار كوشنير، بلير «منح شعوب المنطقة الأمل» بفتح «مفاوضات من دون شروط مسبقة حول الوضع النهائي». كما دعوا الى إنشاء «قوة دولية متينة» في الأراضي الفلسطينية لمواكبة اتفاق سلام، مندّدين من جهة أخرى «بجمود الولايات المتحدة» في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
(رويترز، أ ب، أ ف ب)