قتل ستة مدنيين صوماليين، بينهم خمسة أطفال أمس، جراء سقوط قذائف هاون أطلقها من يشتبه بأنهم متمردون إسلاميون على مقر انعقاد المؤتمر الرئيسي للمصالحة في البلاد.واستأنف مؤتمر المصالحة، الذي يقاطعه الإسلاميون المعارضون للحكومة الصومالية، أعماله وسط إجراءات أمنية مشددة بعدما دوّت انفجارات في أنحاء أكبر أسواق العاصمة في أعنف قتال خلال 15 يوماً من العنف المستمر دون توقف، فيما قال مصدر أمني إن رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي غادر مقر الاجتماع قبل الهجوم.
وكان جيدي قد أبلغ الوفود المشاركة في المؤتمر، التي تجمعت في مجمع شرطة سابق في شمال مقديشو، أن الصومال ينبغي أن يصلح سمعته كملاذ للإرهاب. وقال جيدي إن «الصومال ينظر إليه بوصفه الموطن الدولي للإرهابيين ومصدراً للخطر وينظر إلى الشعب الصومالي بوصفه شعباً موصوماً بالفساد. يتعين علينا إنقاذ سمعة الصومال». وأضاف «ما إن ينتهي هذا الاجتماع بنجاح سننظم مؤتمراً سياسياً لبحث ما يقوله الدستور». وتابع إن المحادثات السياسية ستركز على خريطة طريق للدستور الاتحادي وتشكيل سلطات إقليمية وتنظيم إجراء إحصاء رسمي وانتخابات وطنية.
وفي اليوم الأول للمؤتمر الأحد الماضي، أطلقت سبعة صواريخ على مقديشو سقط اثنان منها قرب مقر المؤتمر وأسفرا عن ثلاثة جرحى. وكان المبرر الرسمي لهذا التأجيل هو إتاحة الفرصة لجميع المشاركين بالوصول إلى مقديشو.
وينعقد المؤتمر في أجواء مشحونة وفي ظل إجراءات أمنية مشددة، حيث تشهد العاصمة الصومالية اعتداءات دامية منذ إطاحة نظام المحاكم الإسلامية قبل سبعة أشهر حيث خسر الإسلاميون المناطق التي كانوا يسيطرون عليها منذ منتصف 2006.
ويقول دبلوماسيون إن مؤتمر المصالحة في مقديشو هو آخر فرصة للحكومة لتعزيز شرعيتها والحصول على تأييد تحتاجه لتحقيق السلام بين الفصائل والقبائل الصومالية. والحكومة المؤقتة هي المحاولة الرابعة عشرة منذ عام 1991 لإقامة حكم وطني مركزي في البلاد.
وقطعت الحكومة المؤقتة، التي تألفت في أواخر 2004، منتصف الطريق خلال تفويض مدته خمس سنوات، بينما يقول منتقدون إنها مصممة على التشبث بالسلطة.
(رويترز، أ ف ب)