لم يستبعد البيت الأبيض أمس شنّ غارات جوية أميركية ضد «أهداف إرهابية» في باكستان لمساعدة «الحليف المهم جداً في الحرب على الإرهاب» الرئيس الباكستاني برويز مشرّف، حتى من دون موافقة الحكومة الباكستانية، في وقت أدت فيه هجمات انتحارية إلى مقتل أكثر من 52 في أنحاء متفرقة من البلاد.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو، رداً على سؤال عما اذا كان الرئيس الأميركي جورج بوش يستبعد هجوماً عسكرياً في باكستان، «لا نستبعد أبداً أي شيء بما في ذلك مهاجمة أهداف». ورداً على سؤال عما اذا كان بوش سيسعى للحصول مسبّقاً إلى موافقة من نظيره الباكستاني، أضاف «إنها مسألة يجدر عدم بحثها علناً».
وأعلن سنو، على هامش زيارة بوش الى تينيسي (جنوب)، أن الرئيس الباكستاني «يعرّض حياته للخطر وهو حليف مهم جداً في الحرب على الإرهاب». وقال «من الواضح أن عناصر طالبان والقاعدة في شمال غرب البلاد والمناطق القبلية، بدأوا عمليات تهدد الحكومة الباكستانية».
وفي السياق، دعا رئيس لجنة دراسة العراق النائب الديموقراطي السابق لي هاميلتون، في حديث مع شبكة «سي أن أن»، القوّات الأميركية إلى التدخل في باكستان لإطاحة تنظيم «القاعدة» في «الجنّة الآمنة» التي حصل عليها في المنطقة الشمالية الغربية. وقال إنّ «الحرب على العراق ألهت واشنطن عن متابعة مهمّتها في ملاحقة زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في المناطق القبلية بعد أحداث 11 أيلول»، مضيفاً إنّ «الوقت حان لمتابعة المهمّة بالتنسيق مع اسلام آباد».
في غضون ذلك، فجّر انتحاري نفسه في سيّارة محمّلة بمتفجرات لدى مرور قافلة تحمل صينيين في بلدة هوب في إقليم بالوشستان جنوب البلاد، مّا أدّى الى مقتل 29 شخصاً، بينهم 8 عناصر للشرطة، وجرح نحو 28 آخرين.
وفي الهجوم الثاني، قتل 8 أشخاص وأصيب 29 آخرون في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة عند مدخل أكاديمية لتدريب الشرطة في منطقة القبائل في بلدة «هانجو» جنوب غرب بيشاور.
أمّا العملية الانتحارية الثالثة، فأوقعت 14 قتيلاً على الأقل و29 جريحاً في اعتداء بعبوة ناسفة استهدف مسجد مدينة كوهات في منطقة القبائل.
وقال رئيس أكبر مدرسة إسلامية في كراتشي، المفتي محمد نعيم، إنّه «يتخوّف من حرب أهلية في باكستان في حال استمرار مشرّف في حربه مع المتمرّدين»، مضيفاً إنّه «اختار الطريق الضالّ».
(أ ب، رويترز، د ب أ، أ ف ب)