وجّهت المحكمة العليا الباكستانية أمس ضربة جديدة إلى الرئيس الباكستاني برويز مشرّف عبر إعادة رئيسها المعارض إفتخار شودري إلى منصبه، وهو ما تلقّفه مشرّف بالترحاب، في محاولة منه لاستيعاب الوضع المتفجّر في البلاد بعد أحداث المسجد الأحمر، التي استدعت تدخّل واشنطن لمساندة حليفها عبر مساعدات عسكرية.ورأت المحكمة العليا في باكستان أمس أنّ قرار مشرّف تعليق مهمات شودري في 9 آذار الماضي «غير شرعي»، مقرّرة إعادة تثبيته. وأسقطت المحكمة التّهم التي وجّهها الرئيس الباكستاني إلى شودري بارتكاب أخطاء مهنية وسوء استخدام السلطة، ما عُدّ انتصاراً لبطل المعارضة.
وقال القاضي خليل الرحمن رمضاي، الذي كان يرأس هيئة قضائية مؤلفة من 13 عضواً، إنّ «10 قضاة في المحكمة أيّدوا إسقاط التّهم في مقابل رفض 3 بعد مناقشات استمرّت 43 يوماً».
وردّت الحكومة على القرار بالموافقة. وقال رئيسها شوكت عزيز إنّ «الوقت ليس مناسباً للحديث عن انتصار أو هزيمة، فالسيادة كانت دوماً للدستور والقانون، وستبقى كذلك». وأعلن المتحدث باسم الرئاسة رشيد قرشي أنّ مشرّف قال إنّه «سيتم احترام قرار المحكمة، وعلى الجميع التقيّد به».
وترأس مشرّف أمس اجتماعاً أمنياً في راوابيندي، حضره رئيس الوزراء وحاكم المقاطعة الحدودية والقادة العسكريون، من أجل مناقشة الوضع المضطرب وإعادة الأمن إلى المنطقة الشمالية الغربية.
وبعد إعلان البيت الأبيض أول من أمس احتمال توجيه ضربة عسكرية إلى «القاعدة» على الحدود المحاذية لأفغانستان دعماً لحليفه مشرّف، أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية أمس أنّ الإدارة الأميركية قدّمت مساعدة عسكرية واستخبارية إلى باكستان لعملياتها ضدّ «القاعدة». ونسبت الشبكة الإعلان إلى قائد القوّات المشتركة الجنرال بيتر بايس.
في المقابل، وصفت إسلام آباد التعليقات الأميركية بإمكان توجيه ضربة أحادية بأنها «غير مسؤولة وخطيرة». وقال بيان لوزارة الخارجية الباكستانية إنّ «الأوّل والأهم، أن تحارب باكستان الأصولية والإرهاب وفق اعتباراتها الوطنية الخاصة، والثاني إسلام آباد وواشنطن حليفان في الحملة العالمية على الإرهاب».
وفي السياق، وقع هجوم انتحاري أمس، أدّى إلى مقتل 4 أشخاص، بينهم جندي، وإصابة 6 آخرين، مستهدفاً حاجزاً عسكرياً في ميران شاه، التي تقع في المناطق القبلية شمال غرب باكستان.
وبالتزامن مع الهجوم، عقد ممثلو الحكومة وزعماء القبائل لقاءً سرّياً من أجل وقف إطلاق النار مع الجماعات الموالية لـ«طالبان» في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان.
وبدأ وفد مكوّن من 45 شخصاً من كبار زعماء القبائل بإجراء محادثات مع الحكومة في «ميران شاه». وقال مسؤول يراقب المفاوضات، لم يذكر اسمه، إنّ «الوفد سيؤكد للمتشددين أنّ الحكومة مستعدة للتعامل معهم وإزالة العقبات التي تحول دون التطبيق الكامل للاتفاق».
(رويترز، أ ب، أ ف ب)