وضعت وزارة الخارجية العراقية أمس حدّاً للتكهنات في شأن الحوار الأميركي ـــــ الإيراني، مؤكدة أنه سيجري غداً في بغداد، وذلك وسط جدل حاد بين طهران وواشنطن في شأن قضية «اعترافات» أكاديميين أميركيين إيرانيي الأصل بالعمل على زعزعة النظام الإسلامي.وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، لوكالة «رويترز»، إن مبعوثين أميركيين وإيرانيين سيعقدون محادثات في بغداد غداً الثلاثاء، لبحث أمن العراق في متابعة لاجتماع تاريخي عقد في 28 أيار الماضي.
وكانت صحيفة «همشهري» الإيرانية قد نقلت في وقت سابق أمس عن مسؤول لم تحدّد هويته قوله إنه «بعد سلسلة من الشد والجذب، سيجري سفيرا إيران وأميركا محادثات حول العراق يوم الإثنين في بغداد». إلا أن مسؤولين في البلدين نفوا هذه الأنباء.
وردّاً على سؤال عن اقتراح المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد إجراء محادثات بين إيران وأميركا في شأن أفغانستان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني «لم نتلقّ طلباً في خصوص أفغانستان».
ودعا حسيني، من جهة أخرى، الإدارة الأميركية إلى الكفّ عن إثارة «الانقلابات» على طهران لأن هذه الأساليب تعزز نظرة عدم الثقة، في إشارة إلى قضية الأكاديميين. وعلّق حسيني على قرار الرئيس الأميركي جورج بوش تشديد الحرب النفسية على إيران، بقوله إن «الحرب النفسية من جانب أميركا ليست بالشيء الجديد، وهي لم تتوقف إطلاقاً، إلا أنها كل فترة تتخذ شكلاً مختلفاً».
وأشار حسيني إلى الاعترافات التي أدلت بها هالة اصفندياري وكيان تاجبخش على التلفزيون الرسمي الأسبوع الماضي، في شأن علاقتهما ببرامج أميركية لزعزعة النظام الاسلامي، ورآها دليلاً على «وجود خطة أميركية طويلة الأمد ضد دول المنطقة».
أمّا المتحدث باسم الحكومة غلام حسين الهام، فعلّق على ما ذكره مسؤولون أميركيون من أن «الاعترافات» انتزعت بالقوة، قائلاً «على الذين يقولون إن تلك التصريحات انتُزعت بالقوة أن يمعنوا النظر فيهما للتأكد من أن تصريحاتهما كانت طبيعية». وأضاف الهام ان «التصرف بإنسانية ومن دون عنف مع المتهمين يسمح بوقف الحرب النفسية» التي تستهدف ايران. وتابع «لو وجدت محافل دولية محايدة ومنصفة لرفعنا شكوى على أميركا ولتمكّن من خُدعوا باسم الديموقراطية من المطالبة بتعويضات».
وردّاً على سؤال عن خطة بوش للسلام في المنطقة، قال الهام «لا يمكن تطبيق المشاريع الأميركية في المنطقة من دون الاهتمام بحقوق الشعوب واحترام تكافؤ الحكومات والاهتمام بالحقوق المشروعة لشعوب فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان».
وقال حسيني، من جهة أخرى، «إن انتصار حزب الله والشعب اللبناني على عدوان الكيان الصهيوني (في تموز الماضي) سيكون له تأثير على شعوب المنطقة». ورأى حسيني الأنباء التي تردّدت عن فتاوى علماء الوهابية في السعودية في شأن هدم العتبات المقدسة بأنها «غير موثقة»، مشيراً إلى أن «مثل هذه الإجراءات التي تؤدي إلى إثارة الفتن في العالم الإسلامي، تختلف عن مواقف المسؤولين السعوديين».
وتعزّز الشرطة الإيرانية ابتداءً من اليوم حملتها على النساء اللواتي «يتراخين» في ارتداء الحجاب، وأيضاً على كل من تلبس أو تصفف شعرها على الطريقة الغربية، حسبما أعلن أمس قائد شرطة طهران أحمد رضا رضان.
إلى ذلك، خلص تقرير برلماني بريطاني، أجرى مراجعةً لحادث احتجاز ايران 15 بحاراً بريطانياً في آذار الماضي، إلى أن الخريطة البريطانية لشمال الخليج حيث جرت عملية الاحتجاز لم تكن دقيقة كما يجب، وأن بريطانيا كانت محظوظة لأن طهران لم تشكك في الخريطة.
(ا ف ب، يو بي آي، رويترز، مهر، ارنا)