strong>ليبيا ترحّلهم إلى بلغاريا بعد اتفاق تطبيع مع أوروبا... وصوفيا تعفو عنهم
أسدل الستار، أمس، على قضية الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني بترحيلهم إلى صوفيا، بعدما نجحت ليبيا في تحقيق مطالبها في توقيع اتفاق لتطبيع علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، في ظل وساطة فرنسية، كانت اختباراً جدّياً للرئيس نيكولا ساركوزي، الذي أعلن أن هذه القضية ستكون أولويته منذ توليه منصبه.
وأفرجت ليبيا، أمس، عن الممرّضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني المدانين بتعمّد إصابة مئات الأطفال الليبيين بفيروس الإيدز، وذلك بموجب اتفاق تطبيع وتحسين العلاقات بين ليبيا والاتحاد الأوروبي.
وبعد قليل من وصول المفرج عنهم الستّة إلى مطار صوفيا، على متن طائرة فرنسية على أقلّت أيضاً السيدة الفرنسية الأولى سيسيليا ساركوزي، أصدر الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف عفواً عنهم، معرباً عن تقديره لجهود الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزوجته ومنحهما «جنسية فخرية».
وتخطت لهجة الرئيس البلغاري هدوءها الدبلوماسي، إذ اتّهم القضاء الليبي للمرة الأولى بتجاهل الأدلّة القانونية والعلمية التي تؤكد براءة المتّهمين، مضيفاً أن «الانتهاكات السافرة لحقوق الإنسان التي تعرض لها مواطنونا لم تؤخذ أيضاً في الاعتبار».
كما أعلن رئيس الوزراء البلغاري سيرغي شتانيشيف «نجحنا لأننا تمكنا من تحويل هذه القضية من مشكلة بين بلغاريا وليبيا إلى مشكلة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي».
وقالت الممرّضة سنيغانا ديميتروفا (54 عاماً) «لا أعرف ماذا أقول. عشت من أجل هذه اللحظة».
ومن المقرّر أن يبقى الستة في مقر الرئاسة على مشارف صوفيا خلال الأيام القليلة المقبلة حيث ستجرى لهم فحوص طبية.
وقال وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم إن ليبيا حققت مصالح أبنائها المصابين بفيروس الإيدز من الجوانب المادية والإنسانية والطبية، بعد التوقيع على اتفاق التعاون. ويتضمن الاتفاق دعماً ومساعدة من الاتحاد الأوروبي لعلاج الأطفال المصابين بالفيروس في مستشفيات أوروبية طوال حياتهم، إضافة إلى تطوير مستشفى بنغازي وهواري ومركز طبي في بنغازي.
وأضاف شلقم أن الاتحاد الأوروبي عرض أيضاً مساعدة في مجالات التعليم والآثار والتعامل مع الهجرة بشكل غير مشروع، مشيراً إلى أن الجانبين سيدعمان شبكة على الحدود الغربية الليبية من شأنها حماية الحدود من الهجرة بشكل غير مشروع.
ورفض شلقم ربط قضية الممرضات البلغاريات بقضية الليبي المسجون في اسكتلندا عبد الباسط المقرحي على خلفية قضية لوكربي، مشيراً إلى أن بلاده ليس لديها اتفاقية قضائية موقّعة مع بريطانيا.
وفي السياق، قالت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بنيتا فيريرو فالدنر إن القرار الليبي «سيفتح الطريق أمام علاقة جديدة ووثيقة بين الاتحاد الأوروبي وليبيا وسيعزز روابطنا مع حوض البحر المتوسط وأفريقيا بأسرها».
وأعلن مصدر أوروبي أن المفوضة الأوروبية وقّعت اتفاقاً من صفحتين مع ليبيا، يحدد كيفية تعزيز العلاقات. وأضاف «إنه يغطي كل شيء، التجارة وتقديم العون للحفاظ على الآثار والهجرة غير المشروعة ومنح الطلاب تأشيرات دخول».
بدوره، أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أنه تعهّد للزعيم الليبي معمر القذافي بالعمل على تطبيع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وليبيا بعد تسوية قضية الممرضات والطبيب. وأضاف «سنعمل على هذا التطبيع بما يخدم مصلحة أوروبا وليبيا وأفريقيا».
وأعلنت الولايات المتحدة أن القرار يساهم في تحسين العلاقات بين ليبيا والغرب وإنهاء «فصل مؤلم» من حياة المتضرّرين من القضية.
وفي باريس، نفى ساركوزي أن تكون فرنسا والاتحاد الأوروبي قد قدّما أي مدفوعات لليبيا في مقابل الإفراج عن المتهمين الستة. ورداً على سؤال عن الشروط التي طالبت بها الحكومة الليبية للإفراج عنهم، قال ساركوزي «يمكنني أن أؤكّد ببساطة أن أوروبا وفرنسا لم يقدّما أي مساهمة مالية لليبيا».
ويزور ساركوزي ليبيا، اليوم، برفقة وزير خارجيته برنار كوشنير، ويلتقي الزعيم الليبي معمر القذافي للتشاور حول سبل مساعدة طرابلس للعودة إلى دائرة المجتمع الدولي.
أما وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، فقد أبدى ارتياحه لإطلاق سراحهم بعد سنوات من الاحتجاز في ليبيا. وأضاف «هذا يوم سعيد لبلغاريا ولكل من يعمل من أجل حرية مواطنينا الأوروبيين، ولم تذهب جهودنا هباءً».
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إنه «بعودة الفريق الطبي إلى بلغاريا، تنتهي عملية كانت قد بدأت خلال فترة رئاسة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي».
(يو بي آي، رويترز،
د ب أ، أ ف ب، أ ب)