strong>مهدي السيد
رايس «تكرّس» نفسها لإقامة دولة فلسطينية: احتلال الضفة سينتهي

أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، عن تفاؤله بانفراج الأفق السياسي مع إسرائيل، كاشفاً عن أن الرئيس الأميركي جورج بوش وعده بأن يتم التوصل إلى اتفاق بين الدولة العبرية والفلسطينيين خلال عام. وتناغم ما قاله عباس مع تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، شددت فيها على مبدأ الانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية، مشيرة إلى أنها ستتفرغ في ما بقي من ولايتها للعمل على إنشاء دولة فلسطينية.
وقال عباس، في مقابلة مع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية تنشر غداً، إن «الأميركيين مصرون على دفع الجانبين للتوصل إلى اتفاق سياسي خلال الولاية الحالية للرئيس بوش (التي تنتهي في تشرين الثاني عام 2008)، وقد سمعت ذلك بأذنيّ من الرئيس نفسه ومن وزيرة الخارجية رايس».
وأضاف عباس: إن الأميركيين «يريدون التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين خلال السنة الجارية». وتابع «لقد التقيت (رئيس الوزراء الإسرائيلي) إيهود أولمرت، وتحدثنا عن كل شيء بما في ذلك الأفق السياسي وأنا متفائل».
ورأى عباس أن مبادئ الاتفاق النهائي بين إسرائيل والفلسطينيين هي «دولة فلسطينية في حدود 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية، وحل كل القضايا العالقة، بما في ذلك قضية اللاجئين». وقال «من الجائز أن يستغرق التطبيق وقتاً وأن يطول الجدول الزمني، لكن المهم أن يعرف الفلسطينيون النتيجة النهائية، نهاية اللعبة، مسبقاً».
وفي رده على سؤال حول برنامجه حيال اتفاق دائم، قال عباس إنه «يجب التوصل إلى المعادلة النهائية، وبعد ذلك التفكير في تطبيق وتحديد جدول زمني للتطبيق ميدانياً، وقبل كل شيء يجب حل القضايا والوصول إلى صيغة الاتفاق النهائي».
وفي ما يتعلق بقضية اللاجئين، قال عباس إنه «لن يكون هناك خيار وسنضطر إلى حل هذه القضية ولا يمكن تجاهل قضية اللاجئين». وأضاف «لا أحد يمكنه إرغام إسرائيل (على استيعاب ملايين اللاجئين). لكن من جهة أخرى، فإن أحداً لا يمكنه إرغام اللاجئين على التنازل عن تطلعاتهم ونسيان الغبن الذي لحق بهم»، مشيراً إلى أنه إذا تجاهل الإسرائيليون ذلك «فإن القضية لن تحل، وإنما ستبقى عالقة بيننا، ولذلك يجب التوصل إلى حل عادل ومتفق عليه، سنضطر إلى إيجاد حل خلاق».
وبحسب «معاريف»، فإن عباس اعترف في المقابلة، للمرة الأولى، بأنه يدرس إمكان عدم ترشحه لمنصب رئيس السلطة الفلسطينية في الانتخابات العامة المقبلة. وقال «ربما تكون ثلاث سنوات ونصف سنة كافية».
وقالت «معاريف» إن عباس عبر خلال المقابلة عن تأييده لترشيح القيادي في حركة «فتح» النائب الأسير مروان البرغوثي نفسه للمنصب. وقال إن «مروان البرغوثي هو أحد القادة الفلسطينيين، وأنا أطالب أولمرت في كل مرة ألتقيه بأن يطلق سراحه، فهو الاسم الأول في قائمة أسرى أقدمها للإسرائيليين وأطالب بإطلاق سراحهم».
وفي السياق، رسمت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، خلال مقابلة مع «راديو سوا» الأميركي الموجه إلى الدول العربية، رؤيتها لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني: «احتلال الضفة سينتهي وستقوم دولة فلسطينية».
وقالت رايس إنه «بدأ يصبح واضحاً جداً أن مستقبل إسرائيل هو في الجليل والنقب، وأن احتلال الضفة الغربية يجب أن ينتهي وينبغي إقامة دولة فلسطينية». وأشارت إلى أنها تنوي تكريس الفترة الباقية من ولاية الإدارة الحالية للعمل على إقامة دولة فلسطينية. وقالت «أنا أتوقع أن أكرس الأشهر السبعة عشر المقبلة بالتمام من أجل مساعدة الفلسطينيين، على الأقل، من أجل الاقتراب من إقامة الدولة، وبهدف تمكين إسرائيل وفلسطين من العيش معاً إلى جانب بعضهما البعض».
وأشارت رايس إلى أنه لم يتحدد، حتى الآن، مكان انعقاد المؤتمر الدولي الذي أعلن عنه بوش، كما لم يتحدد جدول أعماله. وعبرت رايس عن أملها في أن «تتعامل كل الدول المهتمة والملتزمة بحل الدولتين، بإيجابية مع اللقاء الدولي». وأضافت «إننا نعمل على ذلك، ولكن ما زالت هناك أمور ينبغي إعدادها. وحتى الآن لم ترسل الدعوات».
وألمحت رايس إلى إمكان عقد لقاء سعودي ـــــ إسرائيلي، بعد زيارة وزيري الخارجية: المصري أحمد أبو الغيط والأردني عبد الإله الخطيب إلى إسرائيل. وقالت «جيد جداً أن يصل المصريون والأردنيون إلى إسرائيل وأنا آمل أيضاً أن تقوم دول عربية بذلك». وعندما سئلت إن كانت تقصد أنها تتوقع أن يلتقي الإسرائيليون والسعوديون، ردت بالإيجاب، موضحة أن «كل الدول العربية ستستغل هذه الفرصة من أجل دفع المسار الإسرائيلي العربي بموازاة دعم المسار الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني».