القاهرة ــ خالد محمود رمضان
الحديث عن «فشل ذريع» لمهمة وزيري خارجية مصر أحمد أبو الغيط والأردن عبد الإله الخطيب إلى إسرائيل أول من أمس، هو الطاغي في أروقة الجامعة العربية، وسط تكهنات بوقف مثل هذه الزيارات في الفترة المقبلة، بناءً على الشروط التي حملها الوزيران معهما من الدولة العبرية.
وتوقعت مصادر عربية واسعة الاطلاع، لـ«الأخبار»، أن يشهد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الاثنين المقبل مناقشات حادة حول جدوى قيام أبو الغيط والخطيب بزيارة إسرائيل لتسويق مبادرة السلام العربية. وأشارت إلى «فشل ذريع» لمهمة الوفد.
وعلمت «الأخبار» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت حمّل الوفد العربي رسالة مفادها أنه يمكنه التعامل مع المبادرة العربية بعد إجراء «تحسينات تتفق ووجهة نظر إسرائيل تجاه مستقبل العلاقات مع العالم العربي».
وكشفت مصادر غربية وثيقة الصلة بالسفارة الإسرائيلية في القاهرة عن أن أولمرت «طلب تعديل البند الذي ينص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم عنها. كما دعا إلى إقامة علاقات دبلوماسية بين دول الجامعة العربية وإسرائيل استباقاً لأي معاهدة سلام فلسطينية ــــ إسرائيلية محتملة».
وقالت المصادر إن اولمرت رأى أن «من مصلحة العرب التطبيع مع الدولة العبرية لكونها بوابة العرب إلى البيت الأبيض ومقر الاتحاد الأوروبي».
واستبقت الجامعة العربية تقريراً سيعرضه أبو الغيط والخطيب على وزراء الخارجية العرب بتوجيه انتقادات حادة إلى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، الذي قال إنه «لا يمكن إقامة سلام مع العرب من خلال لقاء أو لقاءين».
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة العربية السفير محمد صبيح إن «بيريز يتحمّل مسؤولية أدبية وقانونية وأخلاقية، وخصوصاً أنه الموقّع على اتفاق أوسلو ونال جائزة نوبل للسلام بسبب هذه الاتفاقية»، مشيراً إلى أنه «يحاول كسب الوقت بعدم تنفيذ مبادرة السلام العربية». وأضاف إن «هذا الهروب لا يفيد أحداً وسيبقي على سقوط الضحايا والدماء من الجانبين».
من جهته، أكد أبو الغيط، بعد عودته إلى القاهرة، أن زيارته والخطيب إلى إسرائيل «تمت بتكليف من لجنة المتابعة لجامعة الدول العربية تنفيذاً لقرار القمة العربية». وأوضح «أكدنا في لقاءاتنا وأحاديثنا أن وزيري خارجيتي مصر والأردن يمثلان بلدين عضوين في الجامعة العربية ولا يمثلان الجامعة». وكشف عن تدخل السفارة المصرية في تل أبيب بشكل مباشر لمنع رفع علم الجامعة العربية خلال مؤتمراتهما الصحافية في إسرائيل.
وجدّد أبو الغيط ما أعلنه أول من أمس من أنه «لمس رغبة لدى إسرائيل في توسيع إطار الاتصالات بأعضاء الجامعة العربية بشأن مبادرة السلام العربية». وأوضح «أن إسرائيل ترغب في ذلك باعتبار أنه سيدعم التوجهات الإسرائيلية الداخلية التي تطالب وتنادي وتدفع نحو تسهيل إقامة الدولة الفلسطينية».
وسئل أبو الغيط عما إذا كانت إسرائيل قد أبدت قبولاً بمبادرة السلام العربية، فأجاب «إن المؤشرات تشير إلى رغبة في الدخول في حديث جاد بشأن مبادرة السلام». وأضاف إن «خشية الجانب الإسرائيلي تتركز على ما يتصورونه من شروط عربية وجزء ثان محدّد يتناول مستقبل تسوية مسألة اللاجئين».
من جهة ثانية، يجتمع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط طوني بلير اليوم في لندن مع ممثلين لدول عربية والجامعة العربية لمعرفة سبل إحياء عملية السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية والمتوقفة منذ أكثر من ستة اعوام.
وقال دبلوماسي عربي في القاهرة إن بلير سيستمع من المسؤولين العرب إلى وجهات نظرهم بخصوص كيفية تفعيل عملية السلام إضافةً إلى نتائج زيارة وزيري خارجية مصر والأردن إلى إسرائيل.