بعد أربعة أيام من ورود خبر «يتيم» مشكوك بصحته عن وفاة رئيس مجلس خبراء القيادة الايراني آية اللة علي مشكيني، نشرته وكالة الأنباء الألمانية نقلاً عن وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، أكد رئيس الفريق الذي أشرف على معالجته، الدكتور جعفر أصلاني، أن آية الله علي أكبر فيض المعروف بـ «مشكيني» قد توفي أمس، عن عمر يناهز 86 عاماً، في أحد مستشفيات طهران، حيث أجبره المرض منذ 19 تموز الماضي على ملازمة السرير الأبيض.وكان آية الله مشكيني رئيساً لأهم جهاز ربما يمثل أعلى سلطة في البلاد نظراً لصلاحياته التي تشتمل على وظيفة انتخاب المرشد الأعلى ومراقبة أدائه وإقصائه عن منصبه.
حفلت حياة المرجع المقلَّد (وفق التصنيف «الحوزوي» للمراتب الدينية) بمحطات مهمة استطاع من خلالها التعمق في علوم الدين حتى بات أستاذاً يدرس على يديه كبار العلماء. وقد استطاع تحصيل هذا الكم من علوم الفقة والأصول، بالرغم من أجواء القمع والكبت، التي سادت في عهد النظام الشاهنشاهي البهلوي.
ولد آية الله مشكيني في بلدة مشكين (شمال غرب إيران) عام 1922 من أسرة دينية وجّهته لتحصيل العلوم الدينية وخاصة الفقه والأصول والحديث. درس اثناء وجوده في مدينة النجف مع والده، العلوم الابتدائية، ثم عاد إلى أرض الوطن وتابع تحصيل العلوم الدينية. وبعد وفاة والده، وبوصية منه، رحل إلى مدينة اردبيل (شمال غرب) لمواصلة تحصيل العلوم الدينية اضافة الى مقدمات اللغة العربية والنحو والصرف، قبل أن يستقرّ في مدينة قم بعدما اصيب في الهجوم الذي شنّه رجال الاستخبارات الايرانية التابعة للشاه آنذاك، على مسجد كوهرشاد في مدينة مشهد.
في حوزة قم، درس مشكيني على يد كبار علمائها، وتعرف إلى آية الله الخميني والتحق بركب المعارضين للنظام الملكي من أبناء الحوزة، حيث عمل في التدريس منذ أكثر من سبعة وأربعين عاماً، فنال شهرة كبيرة في هذا المجال وتتلمذ على يديه العديد من علماء الدين الحاليين، واستحق لقب «أستاذ الفقهاء والسالكين».
أثناء ملاحقته من النظام، اضطر للّجوء الى العراق حيث مكث أشهراً، ما لبث أن عاد بعدها الى قم حيث كان رجال الشاه في انتظاره، فطلبوا منه مغادرة المدينة، فرحل الى مشهد حيث اشتغل بالتدريس لمدة سنة ونيف، عاد بعدها الى قم. واستمر رجال السلطة بملاحقته ونفيه من مدينة الى اخرى حتى قيام الثورة في سنة 1979.
ويقول مشكيني، في احدى خطب الجمعة التي كان يلقيها في مدينة قم، حيث اكبر حوزة دينية بعد النجف، «إن ملائكة الرحمن وضعوا في ليلة القدر من شهر رمضان، لائحة تضم اسماء نواب البرلمان وعناوينهم بين يدي الإمام (الثاني عشر المهدي) المنتظر، وقد وقَّع عليها جميعها».
وكان مشكيني يرى أن إيران «النقطة المضيئة الوحيدة في العالم». ومن أقواله أيضاً أن «الجمهورية الإسلامية امتداد لله في الارض، زعيمها نصبه الله، وحرسها الثوري هو جيش الله، وجميع مواطنيها اعضاء في حزب الله».
(الأخبار)