غزة ــ رائد لافي
كشفت «حماس»، في مؤتمر صحافي عقده القيادي فيها محمود الزهّار أمس في مدينة غزة، عن مزيد من الوثائق الأمنية التي استولت عليها عقب سقوط الأجهزة الأمنية في قبضتها يوم 14 حزيران الماضي، «تثبت فساد عدد من المسؤولين الفلسطينيين، وخصوصاً في جهازي الأمن الوقائي وأمن الرئاسة»، ومعبري رفح الحدودي بين القطاع ومصر، والمنطار (كارني) التجاري.
وقال الزهار إن «هذه الوثائق التي احتوت على مبالغ بملايين الدولارات والشواكل ليست إلّا جزءاً بسيطاً من أطنان الوثائق» التي استولت عليها حركة «حماس»، وتثبت تورط قيادات وضباط في الأجهزة الأمنية في قضايا فساد مالي وإدراي.
وتعهّد الزهار كشف ما تمتلكه «حماس» من وثائق بعد بحثها وتصنيفها بما فيه «مصلحة الشعب الفلسطيني»، مشيراً إلى أن «حماس تريد إظهار الحقائق للشعب الفلسطيني عن الفساد ونهب الأموال»، مع حرص الحركة على «عدم المس بأعراض البشر أو تشويه صورة الشعب الفلسطيني أمام العالم الخارجي».
واتهم الزهار الرئاسة بالتآمر مع الاحتلال الإسرائيلي وأطراف دولية لحصار الشعب الفلسطيني منذ فوز حركة «حماس»، في الانتخابات التشريعية الثانية وتشكيلها الحكومة العاشرة، فيما اتهم الرئيس محمود عباس شخصياً «بالتآمر لحصار قطاع غزة حالياً، وخصوصاً إغلاق معبر رفح البري».
وعرض الزهار وثائق قال إنها تثبت تورط شخصيات بارزة في السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية بقضايا فساد، بينهم القيادي في حركة «فتح» محمد دحلان، ومدير جهاز الأمن الداخلي السابق رشيد أبو شباك، ورئيس حكومة الطوارئ سلام فياض، وشخصيات أمنية بينها عاطف بكر وإيهاب الأشقر، إلى جانب شخصيات فلسطينية في الخارج أبرزهم سلطان أبو العينين مسؤول حركة «فتح» في لبنان.
وهاجم الزهار فياض مهدداً بتقديمه إلى المحاكمة بعد استقرار الأوضاع الراهنة، وذلك بسبب «خرقه للقانون والدستور». وأشار الزهار إلى أن الأجهزة الأمنية كانت ترفض تعيين أنصار حركة «حماس» في الوظائف العامة، تحت بند ما يسمّى «السلامة الأمنية»، في وقت كانت «تبرعات الشعب الفلسطيني التي يتم جمعها في الخارج تحوّل إلى حسابات خاصة بحركة فتح».
وقال الزهار إن حرس عباس استغل مسؤوليته عن معبر رفح «لمصادرة ممتلكات المسافرين من دون الرجوع إلى الإدارة الجمركية، وتلقي رشى مالية».
واستعرض الزهار وثيقة هي عبارة عن رسالة من مستشار الزعيم الراحل ياسر عرفات، بسام أبو شريف، حذر خلالها أبو عمار من محاولة اغتياله، من جانب شخصيات من حوله، وأوصاه ببعض الاحتياطات الأمنية.
ودعا الزهار أبو شريف إلى القدوم إلى القطاع الذي وصفه بـ«الآمن»، والتعريف بالأشخاص الذين أشار إليهم في رسالته لكشف الحقائق وراء اغتيال عرفات.
وكان رئيس وزراء حكومة الوحدة المقال اسماعيل هنية، قد قال في وقت سابق، إن الحكومة أعدت للجامعة العربية ملفاً شاملاً يتعلق بالأحداث التي شهدها القطاع، مدّعماً بأدلة ووثائق تدين من وصفهم بـ«الفئة الهاربة».
وشدد هنية على أن الضفة الغربية المحتلة «ليست ضعيفة أمام تيار الفلتان الأمني الانقلابي». وقال «يجب على الجميع النظر إلى ما حدث في غزة، وبالتالي أخذ العبرة من ذلك».
إلى ذلك، ادّعى موقع «يديعوت أحرونوت» على شبكة الإنترنت، نقلاً عن أحد المصادر داخل حركة «حماس»، أن الحركة تجنّد آلاف العناصر في أجهزة الأمن الجديدة لتسهيل عمل القوة التنفيذية التابعة للحركة.