غزة ــ رائد لافيالقاهرة ــ خالد محمود رمضان

عمــر سليمــان يــزور تــل أبيــب لنقــل رسالــة من مبــارك إلى أولمــرت لـ«ضبــط النفــس»


لم تقف «هدنة الغارات» على قطاع غزة حائلاً دون تواصل الاعتداءات الإسرائيلية، التي أدت أمس إلى استشهاد 4 فلسطينيين، بينهم طفلان، فيما أحدث «حوار القاهرة» بين الأطراف الفلسطينية اختراقاً تمثّل بالدعوة إلى مؤتمر عام للفصائل خلال الشهر الجاري لتجاوز الخلافات الداخلية.
واستشهد الطفلان زاهر المجدلاوي (13 عاماً) وأحمد ابو زبيدة (12 عاماً) برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في شمال غرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وأكد مصدر أمني أن «الجيش الاسرائيلي الموجود في منطقة شمال القطاع اطلق الرصاص باتجاه الطفلين بينما كانا يلهوان في المنطقة».
وقالت متحدثة باسم جيش الاحتلال إن «فلسطينيين كانوا يزحفون باتجاه الحاجز الامني الذي يفصل (شمال) قطاع غزة عن اسرائيل، ففتح الجنود النار باتجاههم بعدما طلبوا منهم التوقف». وأضافت «وضعوا عبوة ناسفة قرب الحاجز وقد اصيب ثلاثة منهم بالرصاص. احدهم اصيب بجروح طفيفة ونقل الى مستشفى في اسرائيل».
واستشهد المقاوم في "سرايا القدس"، الذراع المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي"، فادي أبو مصطفى في غارة إسرائيلية استهدفته عندما كان يستقل دراجة نارية في خان يونس جنوب قطاع غزة.
كذلك أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد الشاب حمزة أمين المصري (18 عاماً)، من سكان بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها قبل بضعة أيام.
في هذا الوقت، لاحظ سكان غزة حال الهدوء التي تخيم في الأجواء منذ مساء يوم الأربعاء الماضي.
وأشارت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ «الأخبار»، إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية التي لم تغادر أجواء القطاع على مدار الأسبوعين الماضيين اختفت تماماً، ولم تنفذ أي غارة جوية منذ مساء الأربعاء، في مقابل انخفاض ملحوظ في عمليات إطلاق الصواريخ الفلسطينية المحلية الصنع في تجاه البلدات والأهداف الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48.
وتراجعت الدبابات والجرافات الإسرائيلية التي توغلت مئات الأمتار في الأطراف الشرقية والشمالية للقطاع.
من جهة ثانية، قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، إنه بصدد اتخاذ قرارات وترتيبات داخل المؤسسة الأمنية باعتبارها مؤسسة لكل أبناء الشعب الفلسطيني وليست محصورة في طرف دون آخر.
ووصف هنية حوارات القاهرة بأنها «جادة»، مشيراً إلى أنها لن تقتصر على وفدي «فتح» و«حماس»، بل ستتوالى الحوارات بين المصريين وباقي الفصائل الفلسطينية.
وعلمت «الأخبار» أن رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان يستعدّ لزيارة تل أبيب لإطلاع رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت على نتائج المحادثات التي جرت أخيراً في العاصمة المصرية مع ممثلين عن مختلف المنظمات الفلسطينية.
وسينقل سليمان خلال الزيارة رسالة خاصة من الرئيس المصري حسني مبارك إلى أولمرت تدعوه إلى ضبط النفس وإتاحة الفرصة لنجاح المساعي المصرية الرامية إلى ضبط الوضع الأمني والعسكري في قطاع غزة وعدم الرد على أي استفزاز فلسطيني بمعاودة اجتياح الأراضي الفلسطينية.
وأعلن أمس أن القاهرة ستشهد منتصف الشهر الجاري اجتماعاً موسعاً للفصائل الفلسطينية على غرار جلسات الحوار الوطني التي استضافتها العاصمة المصرية العامين الماضيين لبحث إمكان تقريب وجهات النظر بين السلطة وفصائل المقاومة، ولا سيما حركتا الجهاد الاسلامي والمقاومة الإسلامية (حماس).
وقال مسؤول في «حماس» إن القاهرة طلبت من الفصائل الفلسطينية أن تقدم مقترحات مكتوبة وأوراق عمل محددة حيال كيفية تأمين التعايش بينها في الداخل الفلسطيني تمهيداً لمناقشتها خلال اللقاء المرتقب.
وأشار المسؤول نفسه إلى أن هناك تفاهماً على أن «فتح» و«حماس» وفصائل فلسطينية أخرى ستجتمع في القاهرة الشهر المقبل، ومن المتوقع أن تقدّم الحركتان وجميع الفصائل أوراقاً تحوي بعض المقترحات والتفاهمات بشأن حل الأزمة الفلسطينية الداخلية الراهنة. وأوضح أن الأوراق ستحدّد أيضاً مقترحات كل فصيل بشأن كيفية التعامل مع الانتهاكات لأي اتفاقات يتم التوصل إليها.
وفيما أنهى وفد من «حماس»، برئاسة نائب رئيس مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق، محادثات مع سليمان، حل القيادي في حركة «الجهاد الاسلامي» خالد البطش ضيفاً على القاهرة للغرض نفسه.
وعلمت «الأخبار» أن وفد «حماس» تحفّظ على مقترح بمنح قيادة حركة «فتح» تفويضاً للتفاوض مع إسرائيل عبر السلطة الفلسطينية، ورفض الدخول في محادثات للانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية وطالبت في المقابل بإعادة هيكلة المنظمة، بحيث تستوعب مختلف المنظمات الفاعلة على الساحة الفلسطينية.
في المقابل، قال مسؤولون مصريون إن المحادثات مع وفد «حماس» أسفرت عن نتائج مثمرة وإيجابية للغاية وشملت جميع الموضوعات. وأوضحوا أن هناك «توافقاً» على تنفيذ كل ما يلزم لوقف الاقتتال الفلسطيني وتثبيت وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين، وكذلك تحقيق التهدئة الشاملة المتبادلة مع إسرائيل.
ولم تمنع «الأجواء الإيجابية» هذه، الاتهامات المتبادلة بين الحركتين. وقال المتحدث باسم «حماس» في قطاع غزة ايمن طه «أثناء المناقشات مع المسؤولين المصريين، قلنا إنه لا مشكلة لدينا مع حركة فتح بل مع تيار انقلابي معين داخلها يسعى إلى تفجير الموقف ويعمل على تنفيذ أجندة خارجية».
ورداً على سؤال عما اذا كان يعني بذلك التيار الذي يقوده القيادي في «فتح» محمد دحلان، رفض طه الاجابة بالنفي او الايجاب، مكتفياً بالقول إنه «لا يريد تسمية احد». وأضاف أن هذا «التيار الانقلابي استغل مقتل بهاء ابو جراد (قائد ميداني في كتائب الاقصى المنبثقة عن حركة فتح) لتفجير الموقف». وأضاف أن «حماس» «تعرف الجهة التي تقف وراء مقتل بهاء ابو جراد وستفصح عنها في الوقت المناسب».
أما دحلان، فقد اتهم من جهته، في تصريحات نشرتها صحيفة «روز اليوسف» الحكومية المصرية، «حماس» بأنها السبب وراء اندلاع الاقتتال الفلسطيني، مشيراً إلى انها «بادرت بقتل» بهاء ابو جراد.