strong>متكي: سنقف إلى جانب سوريا... وإسرائيل لن تجرؤ على عمل عسكري جديد
أعلنت دمشق رسمياً أمس، على لسان وزير الخارجية وليد المعلم، رفضها التعامل مع المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، مشدّداً على دعم «توافق اللبنانيين»، فيما رأى نظيره الإيراني منوشهر متكي أن الحل اللبناني يأتي من «لبنان وحده».
وقال وزير الخارجية السوري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع متكي، إن سوريا لن تتعامل مع المحكمة ذات الطابع الدولي.
وأضاف إن قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1757 «لن يكون له أثر على سوريا، لأننا بالأساس أبلغنا مجلس الأمن أننا لن نتعامل مع المحكمة». وتابع «سبق وأعلنت سوريا مراراً أن موضوع المحكمة موضوع يخص لبنان ولبنان وحده، وسوريا لا تتنازل عن سيادتها لأي جهة كانت».
وقال المعلم إن «من استمع إلى الدول التي تحفّظت على قرار مجلس الأمن يستنتج فعلاً أن تسرّع مجلس الأمن في إقرار المحكمة لم يؤدّ الى إجماع دولي ولا إجماع لبناني، عدا عن كونه تدخلاً في السيادة اللبنانية». وأضاف «نأمل ألّا يتسرع مجلس الأمن في الأمر ونحن نرى أن الأكرم للمرحوم رفيق الحريري محكمة تحظى بإجماع اللبنانيين وتأييد المجتمع الدولي».
وتابع المعلم أن «سوريا ستواصل دعم كل ما يتفق عليه اللبنانيون وستكون حريصة باستمرار على أمن واستقرار لبنان لأن كل قطرة دم لبنانية هامة لسوريا». وختم «نأمل أن يتوصّل اللبنانيون من خلال الحوار الى توافق في ما بينهم يزيل الانقسام ويؤدي الى أمن واستقرار لبنان».
أما متكي فقال من جهته إن «حل الأزمة اللبنانية في لبنان وحده». ورداً على سؤال عن مفاوضات محتملة بين إيران وكل من السعودية وفرنسا، أوضح أن «مفتاح الحل في الموضوع اللبناني هو في بيروت». وأضاف «نرى أن الاتفاق اللبناني ـــــ اللبناني هو الذي سيخرج لبنان من الوضع القائم ونحن يمكن أن نساعد أي دولة تؤدي دوراً في تقارب وجهات النظر اللبنانية».
وقال متكي «لقد بحثنا كل أوضاع المنطقة وكيف يكون الحل لقضاياها ونعتقد أن بلدان المنطقة قادرة على حل خلافاتها بنفسها والأمر يخالف الموقف الأحادي والسياسة الأحادية واستعمال القوة تجاه البلدان الأخرى».
وشدّد متكي، رداً على سؤال حول موقف إيران إذا تعرضت سوريا لاعتداء، على بلاده «ستقف إلى جانب سوريا». وأضاف «أعتقد أن الهزيمة النكراء التي واجهت الكيان الصهيوني (إسرائيل) الصيف الماضي في لبنان تجعله لا يجرؤ على القيام بأعمال عسكرية أخرى في المنطقة».
وأشار متكي إلى أنه لدى زيارته الى بيروت «قلت للمسؤولين اللبنانيين إن هذا العدوان يفرق كثيراً عما جرى في السابق»، وخصوصاً أن الدولة العبرية «كانت قادرة على الدخول إلى أي نقطة تريد في لبنان بينما فشلت في عدوانها الأخير في التقدم».
وفي ما يتعلق بالعراق، قال متكي إن «ايران تدرس حالياً نتائج الاجتماع الأخير الذي عُقد في بغداد بين السفيرين الإيراني والأميركي»، مضيفاً «إذا شعرنا بأن لدى الولايات المتحدة الرغبة في تغيير سياستها في العراق، فإننا سنتفق على ذلك ويمكن أن ندرس مخرجاً لها للخروج من أزمتها». وشدّد على أن بلاده «قبلت الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة حول العراق بحضور مسؤولين عراقيين لتبيّن وجهة نظرها في السياسة الأميركية الخاطئة في هذا الشأن».
وأكد متكي على «البيان الرئاسي الذي صدر في طهران عقب زيارة أخيرة للرئيس بشار الأسد» إلى هناك. وقال إن البلدين «أوضحا إرادتهما في دعم وحل مشكلات العراق وقد أكدنا على وحدة التراب العراقي وسيادة العراق وهويته العربية والإسلامية كما أعلنّا دعمنا لحكومة العراق إضافة إلى التأكيد على ضرورة خروج القوات المحتلة من هذا البلد».
وأشار الوزير الإيراني إلى أن بلاده قد تؤدي دوراً في إنهاء أزمة العراق «حيث إن انعدام الأمن والاستقرار والاحتلال أسباب المشكلات في العراق». وقال إن بلاده وسوريا تعارضان استخدام القوة في المنطقة.
وفي السياق، أوضح المعلم أن سوريا وإيران تسعيان لإرساء الأمن في المنطقة عن طريق الحلول السياسية، مؤكداً أنهما ليستا من هواة شن الحروب. وأضاف «نحن نريد مساعدة الولايات المتحدة على إيجاد مخرج مشرّف لها من العراق وأعتقد أن ما جرى لها في العراق كاف».
ورداً على سؤال عن خلاف سوري ـــــ إيراني تحدثت عنه الصحافة عقب مؤتمر شرم الشيخ الأخير حول العراق، قال متكي إن «مواصلة المباحثات بيننا وبين سوريا يبطل ما أعلن عنه»، مضيفاً إن «التعاون والصداقة بين البلدين خالدة وباقية بشكل ثابت».
وقال متكي «هناك جهات تعادي التناغم والتعاون والتقارب بيننا وبين سوريا وتحاول زرع بعض الفتن وإطلاقها بينما قادة البلدين وأبناء الشعبين يعرفون مثل هذه الأكاذيب».
وعن الأمر نفسه، قال المعلم «هناك من يسعى إلى إبعاد سوريا عن إيران والجواب واضح فمن الأفضل لأمن واستقرار المنطقة الاستثمار في العلاقات الاستراتيجية القائمة بين بلدينا».
في هذا الوقت، أفاد مصدر رسمي أن وزير الخارجية الإيراني بدأ زيارة إلى العاصمة الجزائرية في زيارة تستغرق يومين. وكان في استقباله في مطار الجزائر نظيره الجزائري محمد بجاوي.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أفادت أن متكي سيجري محادثات مع بجاوي والرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم.
(سانا، إرنا، يو بي أي، أ ف ب)