بعد ساعات على وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بأنها «امبريالية»، اختارت واشنطن الردّ على ما سمّته وزيرة خارجيتها كوندوليزا رايس «دبلوماسية الصواريخ الروسية» بالتركيز على «انتهاكات الديموقراطية وحقوق الانسان» في روسيا.وقال الرئيس الأميركي جورج بوش، في مقابلة مع صحيفة «غازيتا فيبورزا» الليبرالية البولندية أمس، «يؤكد لنا (الرئيس) فلاديمير بوتين، أن الديموقراطية بخير في بلاده، لكننا نرى ذلك بطريقة مختلفة، وكذلك هي الحال في علاقات روسيا مع جيرانها»، مشيراً الى الخلاف الأخير بين روسيا واستونيا.
وبعد تكرار طمأنته للقيادة الروسية بشأن الدرع الصاروخية الأميركية المنوي نشرها في أوروبا الشرقية، أعلن بوش أنّ «روسيا ليست دولة مارقة». ورأى أن «صداقة وثيقة» ممكنة بين البلدين، «حتى لو كانت هناك اختلافات حول عدد من المسائل».
بدورها، شنّت رايس هجوماً جديداً على خصمها في «الحرب الباردة» أول من أمس، بسبب ما رأت أنه «تراجع على صعيد الديموقراطية». وقالت، في كلمة لمناسبة تكريمها على مساهمتها في توحيد شطري ألمانيا، «هناك حاجة إلى مجتمع مستقل وقوي مع وسائل اعلام مستقلة قوية في روسيا وانتخابات حرة ونزيهة يتاح لمراقبين الإشراف عليها». وأضافت رايس «نجد دبلوماسية الصواريخ الحالية لروسيا امراً يصعب ان نتفهمه ونأسف لمعارضة روسيا القبول بالمشاركة في الدفاع الصاروخي التي اقترحناها».
وفي السياق، وصف مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الأوروبية والأوراسية، والخبير في الشؤون الروسية دايفيد كريمر، الكرملين أمس «بالاستئساد على جيرانها، واسكات معارضيها وقمعهم في الداخل»، مضيفاً ان الأفعال الأخيرة للكراملين «تعكس اتجاهات سلبية على حقوق الانسان والديموقراطية داخل روسيا نفسها». وتابع أن سياسة بلاده تجاه روسيا ستكون «التعاون عندما نستطيع ذلك، والتراجع عندما يجب علينا ذلك».
وفي انتقاد روسي إضافي للدرع الصاروخية، قال وزير الدفاع اناتولي سيرديوكوف «عندما نتحدث مجازاً، فالأميركيون يحاولون نصب شراك خداعية تحت باب شقتنا. ونحن في رأيهم يجب ألّا يكون لدينا أي فعل بأي طريقة».
وفي أوّل موقف أجنبي يصدر تعليقاً على وصف بوتين للامبريالية الأميركية، لم يتردد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز عن الإعراب عن سعادته. وقال، بعد لقائه مع الأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي الفيتنامي نونج دوك مانه أمس، «منذ وقت طويل، والرؤساء الروس ما عادوا يتحدثون عن الامبراطورية الأميركية». وأضاف إن «هذه التصريحات وإشارات أخرى تحدث على مستوى العالم باتت تنبئ بأن زوال الامبراطورية الأميركية أصبح وشيكاً»، داعياً إلى ضرورة أن يصبح العالم متعدد الأقطاب باعتبار ذلك «الوسيلة الوحيدة لضمان السلام والعدالة».
في سياق متّصل بملف العميل الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو، أكدت وزارة الخارجية البريطانية ان لندن لا ترغب في زيادة حدة التوتر في علاقاتها الدبلوماسية مع روسيا، وذلك بعد اتهام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس لندن باستخدام قضية مقتل العميل الروسي لأغراض سياسية.
وفي أحد الملفات الأكثر تعقيداً بين موسكو والغرب، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين أمس إن مشروع القرار المعدل حول وضع إقليم كوسوفو المعروض على مجلس الامن الدولي «لا يناسب» روسيا، مؤيداً مواصلة المحادثات للتوصل الى تسوية تناسب صربيا وكوسوفو. وعلى الرغم من التوتر المتصاعد في العلاقات الاميركية ـــــ الروسية بشأن عدد من القضايا الجوهرية، توصّل الطرفان أمس الى اتفاق على خطة للاسراع بإنشاء أجهزة لرصد الإشعاع عند 350 نقطة لعبور الحدود الروسية، بحيث يصبح نظام منع التهريب النووي في حالة تشغيل كامل بحلول عام 2011.
(أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)