نيويورك ــ نزار عبود
لم تكن هناك موجبات لإطلاق الرئيس الأميركي جورج بوش تهديدات بفرض عقوبات اقتصادية على الخرطوم، ولا سيّما أن الأمم المتحدة على أبواب تنفيذ الخطة الثلاثية التي توصّلت إليها مع السودان والاتحاد الأفريقي.
وفي ردّ على سؤال أحد الصحافيّين حول الموضوع، قال دبلوماسي أميركي في الأمم المتّحدة إنّ «كلّ يوم يمرّ يُزهق فيه الكثير من الأرواح، وكل يوم نعجّل بالعقوبات الاقتصادية ننقذ أرواحاً»، ما استتبع ردّ أحدهم بالقول «إذا كنتم حريصين إلى هذا الحد على الأرواح، فانسحبوا من العراق لتنقذوا الكثير منها، وتنقذوا جنودكم».
وفي تقرير جديد أعدّته الأمانتان العامّتان للأمم المتّحدة والاتحاد الأفريقي، برئاسة بان كي مون وعمر كوناري على التوالي، يتعلّق بالقوّة المختلطة المنوي نشرها في دارفور ووزّع على أعضاء مجلس الأمن الدولي أوّل من أمس، جاء أنّ «نجاح عملية السلام في دارفور يتوقف فقط على تماسك ووحدة قيادتها، وكذلك على موافقة الحكومة السودانية وتعاونها»، ووصف عملية السلام في الإقليم السوداني المضطرب بأنها «تعهّد غير مسبوق»، ما يشير إلى الهوّة المتّسعة بين التوجّه الدولي والمقاربة الأميركيّة المدعومة بريطانيّاً.
ويحذّر التقرير من أنّ عملية حفظ السلام في دارفور لن تعيد الاستقرار إليه من دون مشاركة الجميع في العملية السياسية، مشدّداً على ضرورة أن تعترف السودان بالقوّة المختلطة كعنصر من عناصر الحلّ وترحّب بها. وهو ما لا ترضى به الحكومة السودانية وتشاركها الموقف الصين، على الأقل في المرحلة الراهنة.
من جهته، قال بان إنّه قلق من عدم إحراز تقدم في الأزمة، إلّا أنّه أوضح أنّه منذ تولّيه منصبه في كانون الثاني الماضي «حققتُ بعض التقدّم، رغم أنه بطيء». وأضاف «أجريت اتصالات مع الرئيس (السوداني) عمر البشير، وهو ملتزم بأن يصل إلى حلّ لهذه القضية، وسندخل في مرحلة ما قبل المفاوضات المباشرة خلال حزيران الجاري أو تمّوز قبل دخول مرحلة الحوار السياسي».