غزة ــ رائد لافي
اشتباك داخلي في قطاع غزة... و«الرباعيّتان» تلتقيان في القاهرة نهاية حزيران


جدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس إصراره على التهدئة مع إسرائيل، مشيراً إلى أن قيام الدولة الفلسطينية «قد يسقط آثار هزيمة 1967»، في وقت دعا فيه وزير الاتصالات الإسرائيلية شاؤول موفاز إلى اغتيال القادة السياسيين لحركة «حماس»، فيما عادت الاشتباكات الداخلية الفلسطينية بعد أيام من الهدوء النسبي.
وقال عباس، في كلمة ألقاها لمناسبة ذكرى النكسة، «إن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة قد يسقط من الذاكرة هزيمة 1967». وأقر عباس بصعوبة الأوضاع الداخلية، سواء على صعيد العلاقات الوطنية، أو العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي. وقال «مع إدراكي لصعوبة الموقف، وتشابك القضايا، إلا أنني حرصت على تفكيك كل أزمة بعناية وصبر، مدركاً أهمية التهدئة الداخلية، والتهدئة مع الجانب الإسرائيلي من أجل مداواة جراحنا النازفة، وكذلك من أجل توفير الجهد والمناخ لخدمة قضيتنا التي تكاد تتوارى وتندثر وراء نار المواجهات والحرب والاقتتال».
وأضاف الرئيس الفلسطيني «لا يمكن أن يظل قرار التهدئة والقتال والاقتتال في يد أفراد أو مجموعات، تمنح نفسها حق تقدير الموقف نيابةً عن الشعب بأسره، وتمنح نفسها كذلك حق المبادرة بالقتال وبوسائل غير مجدية، من دون علم المؤسسات الوطنية الرئيسة».
وفي شأن الحصار الدولي، قال عباس «أنا لا أرى الحصار فحسب بل أعيشه معكم، وأعانيه مثلكم، وأعمل ليل نهار بما في ذلك الذهاب إلى أبعد نقطة في هذا الكون من أجل إنهائه، أو على الأقل إرخاء قبضته المُطبِقة على أعناقنا»، مشيراً إلى أن «هناك قراراً دولياً بمقاطعة حركة حماس بالمطلق، وهنالك قرار دولي بمقاطعة الحكومة، لكون حماس تحتلّ موقع الرئاسة فيها. وهنالك تعامل انتقائي معنا، نرفضه من حيث المبدأ، لكننا نحاول التعايش معه على مضض من أجل تغييرِه لأن البديل هو الإغلاق المطلق».
وفي خصوص لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت المقرر غداً في مدينة أريحا في الضفة الغربية، قال عباس إنه سيطرح جملة من القضايا الحيوية مثل الجدار العازل والاستيطان والمعتقلين والأموال الفلسطينية المحتجزة، رغم أن الإسرائيليين «يحبذون ضغطَ جدول الأعمال إلى الحدود الدنيا».
في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن مصر ستستقبل نهاية حزيران اجتماع اللجنة الرباعية الدولية. وقال، في بيان له، إن الرباعية الدولية ستعقد غداة هذا الاجتماع الأول اجتماعاً ثانياً مع لجنة الاتصال العربية المشكلة من جانب لجنة مبادرة السلام العربية.
من جهة أخرى، طالب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز باغتيال القادة السياسيين لحركة «حماس»، رداً على استمرار إطلاق الصواريخ تجاه المستوطنات الإسرئيلية. وقال، في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي، «يجب العودة إلى سياسة الاغتيالات في صفوف القادة السياسيين في حماس وكل من له علاقة بإطلاق الصواريخ»، متوعداً الفلسطينيين بعمليات برية محددة وشديدة «لكي يدفع الفلسطينيون ثمن مواصلة هجومهم على البلدات الإسرائيلية».
وحذّر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الجنرال عاموس يادلين، من احتمال أن تقوم فصائل المقاومة الفلسطينيية بتهريب صواريخ كاتيوشا من عيار 122 مليمتراً يصل مداها إلى 40 كيلومتراً إلى قطاع غزة. وقال، خلال عرض استخباري قدّمه أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إن على إسرائيل أن تستعد لأمر كهذا، مشيراً إلى أن «حماس» تملك حالياً عدداً قليلاً من صواريخ «غراد» عيار 107 مليمتر يصل مداها إلى 20 كيلومتراً، رغم أنها لم تطلق حتى الآن سوى صاروخ واحد منها باتجاه إسرائيل.
إلى ذلك، خاض مقاتلون من حركتي «فتح» و«حماس» اشتباكاً مسلحاً في قطاع غزة قرب معبر المنطار التجاري. وقال ضابط من الحرس الرئاسي التابع للرئيس الفلسطيني إن عدداً كبيراً من مقاتلي «حماس» حاولوا التسلل إلى موقع رئيسي للحرس الرئاسي قرب معبر المنطار وأصابوا واحداً على الأقل من عناصره. وقال إنه «تم صدّ مقاتلي حماس بعد معركة نارية دامت نحو ثلاث ساعات مع الحرس الرئاسي».
وأكدت «حماس» وقوع الاشتباك، لكنها قالت إن الحرس الرئاسي هو الذي بادر بإطلاق النار، وإن جميع مقاتليها خرجوا سالمين منه.
وفي إطار الفوضى، هاجم مسلحون مقارّ وكالة أنباء محلية في غزة ونهبوا تجهيزاتها.
وقال أحد العاملين في الشركة «إن عدداً من المسلحين اقتحموا ظهر اليوم مقر وكالة بال ميديا للإنتاج الإعلامي غرب مدينة غزة واستولوا على الأجهزة والمعدات الموجودة في المقر وسط إطلاق نار في الهواء».