strong>بليـــر يلـــوّح بـ«تقليـــص العـــلاقات الأوروبيـــة» مـــع روســـيا
عشيّة اللقاء المنتظر بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجورج بوش، ضمن فاعليات قمة الدول الصناعية الثماني في ألمانيا، لا تزال «الأجواء المتلبّدة» ما بين الولايات المتحدة والغرب عموماً من جهة، وروسيا من جهة ثانية، تُختصر بتصعيد كلامي روسي، وتهدئة أميركية وأوروبية، خرقها أمس رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير بتلويحه بإمكان تقليص العلاقات الأوروبية مع روسيا.
وتعهّد بلير إجراء محادثات صريحة مع بوتين، خلال القمة، حول تهديد الرئيس الروسي بتوجيه أسلحته النووية ضد أهداف في أوروبا. وشدّد، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، على أنه «لن يكون في مصلحة روسيا إقامة علاقات شائكة مع الدول الغربية»، كما وعد بمناقشة قضية عميل الاستخبارات الروسية السابق ألكسندر ليتفينينكو، الذي تبادلت بريطانيا وروسيا الاتهامات باغتياله.
وقال بلير، في كلمة أمام البرلمان البريطاني قبل مغادرته إلى ألمانيا، إنه مهتم بإقامة علاقات طيبة مع بوتين، لكن على أساس «القيم المشتركة». ورداً على سؤال من نواب بريطانيين، شدد بلير على أنه لن يصدر تهديدات جوفاء، لكنه حذّر من أن «الدول الأوروبية قد تقرر تقليص علاقاتها بروسيا».
غير أنّ بوش قابل التصعيد البريطاني بتهدئة من جانبه، حين قال أمس، للصحافيين في مستهل القمة على سواحل بحر البلطيق، إن «روسيا لن تهاجم أوروبا لأنها دولة صديقة».
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقد وجه من جهته أمس انتقادات لاذعة لأسلوب واشنطن في التعامل مع أزمة الدرع الصاروخية، التي تعتزم نشرها في بولندا وتشيكيا. وقال، لوكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس»، إن القرار الأميركي بنشر هذا النظام نابع من «طريقة التفكير أيام الحرب الباردة».
وأعرب لافروف عن استغرابه لرد الفعل الغربي على التصريحات الأخيرة لبوتين عن احتمال توجيه الصواريخ الروسية صوب أهداف أوروبية.
بدوره، رفض الكرملين أمس انتقادات بوش حول أوضاع الديموقراطية في روسيا، وأكّد المتحدث باسمه، ديمتري بيسكوف، أن الإدارة الأميركية تكيل الديموقراطية بمكيالين مختلفين. وشدّد على أن بلاده تنتظر خلال قمة الـ8 أجوبة مناسبة على أسئلتها عن المواضيع الخلافية بينها وبين الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وأنّ بوتين بدوره مستعد لتقديم التفسيرات الملائمة للمواقف الأخيرة لمسؤولي بلاده، وخاصة في ما يتعلّق بأزمة نظام الدرع الصاروخية.
واختتم النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي سيرغي إيفانوف سلسلة المواقف الروسية أمس بقوله: «لن يكون هناك تنازل روسي بشأن نظام الدفاع الصاروخي أو إقليم كوسوفو».
كما حاول إيفانوف تفنيد ما أثير عن «حرب باردة ثانية»، كاشفاً أن روسيا تحدِّث نظامها الدفاعي لأنها «تسعى إلى التأكّد من أنها تستطيع الدفاع عن نفسها في حال حدوث أي سيناريو سلبي، بما أنه ما من أحد يستطيع أن يبتزّنا أو يمارس علينا أي ضغوط».
(رويترز، أ ف ب، أ ب، يو بي آي)