أطلقت كوريا الشمالية، أمس، صاروخين قصيري المدى في البحر الأصفر، بالتزامن مع ضغوط تمارس على بيونغ يانغ كي تلتزم باتفاق بكين الذي تم التوصل إليه خلال المحادثات السداسية في 13 شباط الماضي، والذي وافقت بموجبه على التخلي عن برنامجها النووي في مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية.ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» عن مسؤول في الاستخبارات الكورية الجنوبية قوله «نحن نؤكد معلومات استخبارية بأن كوريا الشمالية أطلقت صواريخ قصيرة المدى صباح اليوم في البحر الغربي» (الأصفر)، مضيفاً أنه «تم إطلاق صاروخ أو صاروخين».
وقال المسؤول الكوري الجنوبي إن «كوريا الشمالية التي أطلقت صاروخاً قصير المدى في البحر الشرقي في 25 أيار الماضي خططت لإطلاق صاروخ آخر في البحر الغربي».
كما صرح ناطق عسكري في سيول، لوكالة «فرانس برس»، أنه تم إطلاق الصاروخ الأول صباح أمس، والثاني عصراً «ويبدو أن الصاروخين من طراز أرض ـــ بحر أو بحر ـــ بحر ويبلغ مداهما مئة كيلومتر». وأضاف: إن الصاروخين بلغا منطقتين داخل المياه الإقليمية لكوريا الشمالية، معتبراً أنها تجربة «روتينية» مثل التي تقوم بها بيونغ يانغ كل سنة.
وفي واشنطن، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو، من هايليغندام (شمال شرق ألمانيا) حيث تعقد قمة الدول الثماني، أن «الولايات المتحدة وحلفاءنا يعتقدون أن على كوريا الشمالية تجنّب إجراء تجارب صاروخية». وأضاف: إن «على كوريا الشمالية أن تركز على نزع السلاح النووي عن شبه الجزيرة الكورية والوفاء بالتزاماتها الواردة في اتفاق 13 شباط» حول بداية نزع أسلحتها النووية.
وفي موسكو، قال مصدر عسكري روسي رفيع المستوى إن «إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ أو صاروخين قصيري المدى يثبت أن بيونغ يانغ مصممة على مواصلة برنامجها الصاروخي»، وفقاً لما ذكرته وكالة «نوفوستي» للأنباء.
وقال المصدر الروسي إنه من الصعب اعتراض الصواريخ التي أطلقتها كوريا الشمالية، لكن كان بإمكان روسيا اكتشاف الإطلاق لحظة إجرائه.
وحذّر المصدر الروسي من أن نجاح كوريا الشمالية في إكمال برنامجها الصاروخي «قد يشعل سباق تسلح جديداً في المنطقة»، مشيراً إلى أن «دول آسيا ـــ المحيط الهادي التي لا تمتلك تقنيات الصواريخ ستحاول الحصول عليها».
أما طوكيو فقد رأت من ناحيتها أن «الصاروخين لا يشكلان خطراً فورياً»، وأن «اليابان لا تنوي رفع مستوى استنفارها تجاه كوريا الشمالية»، وفق ما أفادت وكالة «جيجي» للأنباء، استناداً إلى مصدر في وزارة الدفاع اليابانية.
وهذه التجربة هي الثالثة من نوعها التي تقوم بها السلطات الكورية الشمالية خلال ثلاثة أسابيع، بعدما أطلقت في 25 أيار صواريخ قصيرة المدى قبالة سواحلها في إطار تدريبات روتينية.
كما أجرت تجربة لإطلاق صواريخ عابرة للقارات في تموز الماضي، يعتقد أنها يمكن أن تصل إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة.
(د ب أ، أ ف ب، أ ب، يو بي آي)