مقايضة كوسوفو بعضوية الأطلسي والاتحاد الأوروبي
كما كانت الحال في معظم محطّات جولة الرئيس الأميركي جورج بوش على الدول الأوروبية، هيمن التوتر بين الغرب وروسيا على محادثاته أمس في بلغاريا، حيث تركّزت على مسألتي الدرع الصاروخية والدعم الأميركي غير المحدود لاستقلال إقليم كوسوفو الصربي، الذي تعارضه بقوة كل من بلغراد وموسكو.
وفيما حاول بوش «شراء» موافقة كل من روسيا وحليفتها صربيا على المسألتين الخلافيتين، من خلال تلميحه إلى فوائد التعاون الروسي والصربي مع الدرع الصاروخية وكوسوفو، جاءت الردود المضادة حادّة في رفضها أي حوار في شأن المسألتين.
أمّا الجديد في المواقف التصعيدية، فأتى به مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر أمس خلال زيارته لقيرغيزستان، عندما وصف العلاقات الثنائية بين بلاده ودول آسيا الوسطى (قيرغيزستان وطاجكستان وأوزباكستان)، بما فيها إنشاء قواعد عسكرية أميركية فيها، بـ«قضية يجب ألّا تتدخّل فيها منظّمة شنغهاي التي تهيمن عليها كل من روسيا والصين».
ومن جهته، أكّد بوش في صوفيا، عقب لقاء مع الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف، أن بلاده «تدرك اهتمام صربيا بعضوية الاتحاد الأوروبي وحلف شمالي الأطلسي وتحسين علاقاتها مع واشنطن، بالتالي فإنّ تخلّيها عن إقليم كوسوفو من شأنه المساعدة جديّاً على الوصول الى هذه الأهداف». أمّا الرئيس البلغاري، الذي تعدّ بلاده حليفاً قوياً لواشنطن، فأعلن رغبته في الانضمام الى الدرع الصاروخية من دون أن تكون صوفيا مضطرّة «إلى الاختيار بين صداقة موسكو أو واشنطن».
وردّاً على تصريحات بوش، أعلن رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوستونيتشا أمس أنه «يشعر بالاشمئزاز والغضب». وقال ساخراً «على واشنطن أن تجد طريقة أخرى غير إهداء الأراضي الصربية لتعبّر عن حبّها وعطفها على الألبان»، معتبراً أنّ «دعم استقلال كوسوفو من جانب واحد، سيكون خطأً جديداً غير مبرّر لن ينساه الشعب الصربي».
وفي ما يتعلّق بالمواجهة المتصاعدة بين الغرب وروسيا، أعرب بوش عن الأمل في أن يقرّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ«المنافع التي ستجنيها موسكو من جرّاء تعاونها مع مشروع الدرع الأميركية».
الى ذلك، قال دبلوماسيون في حلف شمالي الأطلسي أمس إن وزراء الدفاع في الدول الأعضاء في الحلف قرروا أن يتوخّوا الحذر خلال الاجتماع المقرر عقده يوم الخميس المقبل في بروكسل مع المسؤولين الروس، في شأن الخطط الأميركية لإقامة درع صاروخية في بولندا والتشيك. ووفقاً لدبلوماسي في الحلف، فإن وزراء الدفاع لن يعلّقوا رسمياً على عرض روسيا لاستخدام روسي ــــــ أميركي مشترك لمحطة الرادار في أذربيجان. وتوقّعت مصادر الحلف أن يشير وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، خلال اجتماع بروكسل، إلى أن موقف روسيا غير واقعي. إلّا أنّ المصدر نفسه نفى أن يتخلّل الاجتماع المذكور «أي موافقة بالإجماع على النظام (الصاروخي) الأميركي» من جانب حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمالي الأطلسي بسبب الشك المحيط بخطط واشنطن، التي لا تزال محل دراسة في الدول المقرَّر أن تستضيف المحطات.
وفي فيينّا، حيث تستمر الاجتماعات الاستثنائية في شأن معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا، أعلن رئيس القسم الأمني في وزارة الخارجية الروسية أناتولي أنطونوف أمس أن الاجتماعات مع الأوروبيين لم تصل الى نتيجة، وأنّ الموضوع لا يزال بحاجة إلى مباحثات إضافية، بما أنّ وفد بلاده لن يتنازل عن نيته الانسحاب من المعاهدة إذا لم تلتزم بنودها دول الأطلسي.
(أ ب، أ ف ب، د ب أ، رويترز)