strong>تزداد المخاوف من امتلاك إيران للقنبلة الذرية، في ظل تقارير عن تشغيل النظام الإسلامي لأعداد إضافية من أجهزة الطرد المركزي. لكن المفارقة أن واشنطن، التي تستعجل استصدار عقوبات إضافية على طهران في المسألة النووية، لا تألو جهداً لاستئناف الحوار مع «عدوتها اللدود» طمعاً بمساعدتها لخروج قواتها الغازية من «المستنقع العراقي»
-تتواصل المشاورات بين أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، في إمكان استصدار قرار عقوبات جديد في مجلس الأمن بحقِّ طهران بسبب برنامجها النووي، فيما عبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي عن أمله «بحل شامل» لهذه القضية.
وتوقع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز أن يبدأ مجلس الأمن الدولي بمناقشة قرار جديد يفرض عقوبات على إيران خلال أسابيع. وقال، في باريس التي يزورها في إطار جولة أوروبية، إن «هناك حاجة إلى إجراءات جديدة حتى لا يقوم الإيرانيون بعمل كالمعتاد». وأضاف: «سنتقدم نحو مجلس الأمن من أجل قرار ثالث في هذه القضية خلال أسابيع».
وفي فيينا أيضاً، نقلت وكالة «فرانس برس» عن دبلوماسيين قولهم إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترى أن غيران قد تتمكن من تشغيل ثمانية آلاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم بحلول نهاية العام الجاري. وأوضح أحد هؤلاء الدبلوماسيين أنه خلال محادثات خاصة مع مسؤولين سياسيين «قال (المدير العام لوكالة الطاقة محمد) البرادعي إن إيران ستشغل ثمانية آلاف جهاز طرد مركزي بالمعدل الحالي لعملية بناء مفاعل ناتنز». وأضاف أن البرادعي «يشعر بقلق متزايد من مستوى الانتشار النووي، لأن إيران تحرز تقدماً متزايداً في مستوى التخصيب، ولا يبدو أنها ستبطئ» هذه الأنشطة.
وفي طهران، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن متكي قوله: «إننا نأمل أن نصل غلى حل شامل بشأن القضية النووية». ووصف متكي الجولة الجديدة من المباحثات بين إيران وممثل مجموعة (5+1) (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا) خافيير سولانا بأنها «إيجابية ومتنامية». وأوضح «انه يقصد من الحل الشامل أن يتضمن مصالح الشعب الإيراني المسلم في استخدام التقنية النووية السلمية واحترام الآليات اللازمة للحؤول دون الانحراف وإزالة القلق المحتمل من الطرف المقابل».
كما حذر متكي الولايات المتحدة من مواصلة اعتقال الدبلوماسيين الإيرانيين الخمسة في العراق، وهدد بجعلهم «يندمون» على «عملهم القبيح وغير القانوني هذا».
وطالب متكي، خلال مؤ‌تمر صحافي مشترك مع رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي ورئيس جمهورية مالي السابق آلفا عمر كوناري في طهران أمس، بـ«ضرورة الإسراع في الإفراج عن الدبلوماسيين الإيرانيين الخمسة المعتقلين في أربيل العراق» منذ مطلع العام.
وأعلن متكي أن من المقرر أن ترسل إيران خلال اليومين المقبلين رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تنتقد فيها مجلس الأمن الدولي «لعدم اهتمامه وعدم اتخاذه موقفاً وتمييزه غير القابل للدفاع بشأن عدم إدراج قضية اختطاف الدبلوماسيين الإيرانيين في جدول أعمال مجلس الأمن الدولي».
وفي ما يتعلق بالمباحثات بين إيران والولايات المتحدة بالشأن العراقي، قال متكي إن أميركا «هي جزء من مشكلة العراق. إذا كانت أميركا مصممة على تغيير سياستها فسندرس طلب الحكومة العراقية لمواصلة المباحثات بنظرة إيجابية».
وفي ما يتعلق بالموعد المرجح لاستئناف هذه المباحثات، قال السفير الإيراني لدى بغداد حسن كاظمي قمي: «هذا الأمر سيتوقف على الدعوة التي سيوجهها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ويفترض ألا تتأخر كثيراً».
إلى ذلك، قال مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي خالد بن سلطان إن «منطقة الخليج فيها من العقلاء من القادة الذين بإمكانهم إن شاء الله تجنيب المنطقة مثل هذه المواجهات والكوارث»، في إشارة إلى حرب إيرانية ـــــ أميركية.
(أ ف ب، أ ب، مهر،
رويترز، يو بي آي)