رام الله ــ سامي سعيد
تداعيات الاشتباكات الداخلية في قطاع غزة والضفة الغربية تخطّت الأراضي الفلسطينية، فبات المسؤولون الفلسطينيون في الخارج تحت حراسة مشدّدة خشية تعرضهم للاغتيال


كشفت مصادر فلسطينية ومصرية متطابقة، لـ «الأخبار»، عن تشديد الإجراءات الأمنية حول عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي البارز في حركة «فتح» محمد دحلان الموجود في القاهرة منذ ما يزيد على شهر.
وقالت المصادر إن القاهرة تخشى إقدام عناصر مصرية متعاطفة مع حركة «حماس»، التي تتهم دحلان بالوقوف خلف الاقتتال الداخلي وإمداده لعناصر «فتحاوية» بالمال والسلاح من اجل مجابهة «حماس»، باغتيال دحلان، الأمر الذي استدعى إبلاغه ذلك وتشديد الإجراءات الأمنية حول مقر إقامته المجهول في العاصمة المصرية.
وأشارت المصادر إلى أن دحلان ومرافقيه لا يتحركون كثيراً في القاهرة خلافاً لقادة «حماس»، الذين ما إن يصلوا إلى القاهرة حتى تبدأ طلعاتهم واستضافتهم في ندوات مختلفة، مشدّدة على أن المخاطر على دحلان تزداد يوماً بعد يوم في ظل تعاطف الكثير من المصريين مع حركة «حماس»، التي يرونها «حامية المشروع الفلسطيني».
وكانت مصادر أمنية فلسطينية قد ذكرت لـ «الأخبار» أن حركة «حماس» وضعت أخيراً قائمة بأسماء شخصيات «فتحاوية» على مستوى محافظات قطاع غزة لاغتيالها أو لتعذيبها أو لإصابتها بالرصاص، كل حسب ما تتهمه به «حماس». وقالت المصادر إن القائمة وصلت إلى الأجهزة الأمنية، التي بدورها حذّرت أصحابها من اغتيالهم، مشيرةً إلى أن الأسماء في القائمة ضمت نحو 200 مسؤول «فتحاوي».
وأكدت المصادر أن دحلان على رأس القائمة، إضافة إلى القيادي «الفتحاوي» سمير المشهراوي ورئيس جهاز الأمن العام رشيد أبو شباك وسميح المدهون وبهاء أبو جراد (تم اغتياله قبل نحو أسبوعين) وجمال أبو الجديان (تم اغتياله قبل يومين)، وسعيد رشيد النجار وسفيان محمد عبد الخالق الكفارنة وعلي احمد علي القيسي (الناطق باسم حرس الرئيس محمود عباس) ومصباح محمد جاد الله البحيصي (مسؤول حرس الرئيس) ومنصور سعيد شلايل، ونبيل محمود محمد طموس، والناطقين باسم «فتح» ماهر مقداد وعبد الحكيم عوض وتوفيق أبو خوصة.
وشددت المصادر على أن بعض قادة «فتح» استنجدوا برئيس الوزراء اسماعيل هنية لتخفيف حدة التوتر وإنهاء حالة الاقتتال ووقف الاغتيالات، لكن رئيس الوزراء لم يردّ على الاتصالات، بحسب المصادر الأمنية.