برلين ــ غسان أبو حمد
لم تنته تداعيات قمّة مجموعة الدول الصناعية الثماني، التي عُقدت في ألمانيا؛ فبعد أسبوع من انتهاء اجتماعات القمّة، تعيش ألمانيا مناخاً سياسياً متوتراً وخلافات حزبية في صفوف التجمع الحزبي الحاكم، بسبب استخدام وزارة الدفاع الألمانية لطائرات الاستكشاف العسكري المتطور «تورنادو»، في عمليات أمنية داخلية إبان انعقاد القمة في منتجع «هايليغندام»، وما تبعها من حملة مداهمات شملت منازل في العديد من المقاطعات الألمانية، واعتقال عدد من المواطنين بتهمة «التخريب والإرهاب».
ورأت قيادة الحزب الاشتراكي الديموقراطي، الحليف الرئيسي في التجمع الحاكم، أن تصرّف وزير الدفاع الألماني فرانز جوزف يونغ من الحزب المسيحي الديموقراطي، «غير حكيم إطلاقاً ومعاد لحساسية ومشاعر المواطنين». وقال نائب الحزب الاشتراكي، نيلز أينن، في حديث للتلفزة الألمانية، «إن استخدام الطائرات الحربية ضد المتظاهرين عمل غبي جداً، لأن مدينة هايليغندام ليست في أفغانستان».
وفي السياق ذاته، انتقد النائب عن حزب الخضر، هانس كريستيان شتروبليه، استخدام الطائرات الحربية في مهمات أمنية داخلية، واعتبرها مخالفة للدستور.
وفي مواجهة هذه الانتقادات الحادة، دافع الحزب المسيحي الديموقراطي عن استخدام الطائرات في التحليق فوق مخيمات المناهضين للعولمة، مشيراً إلى أهمية الصور المتطوّرة التي وفّرت للشرطة والأمن الداخلي القدرة على التحرك وضبط الأمن لحماية قادة الدول الصناعية الكبرى من التعرّض لأعمال إرهابية.
وبالإضافة إلى متاعب الخلاف السياسي داخل أحزاب التجمع الحاكم، أدى التحليق الحربي المتطور فوق المتظاهرين، إلى توفير ملفات أمنية لقوى الشرطة، مفصّلة عن هوية بعض الأشخاص المتهمين غيابياً بالقيام بإشعال الحرائق في ثلاث سيارات مدنية وعسكرية.
واستناداً إلى هذه المعلومات الأمنية، قامت الشرطة الألمانية ورجال الاستخبارات، في اليومين الماضيين، بمداهمة أكثر من 11 منزلاً في مدينة هامبورغ، وبعض المنازل في العاصمة برلين وضواحيها، تحت عنوان «مكافحة الخلايا الإرهابية».