رام الله ــ سامي سعيد
كشفت مصادر فلسطينية مقرّبة من الرئيس محمود عباس، لـ «الأخبار» أمس، عن تأليف قادة أمنيين، فروا خلال الأيام القليلة الماضية من غزة، غرفة عمليات في مقر الرئاسة في رام الله في الضفة الغربية من أجل تدارس الأوضاع وما ستؤول إليه الأمور في ظل ما جرى في القطاع.
وذكرت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، أن القيادي الفتحاوي البارز محمد دحلان والمدير العام للأمن الداخلي رشيد أبو شباك والقيادي في الأمن الوقائي سمير المشهراوي والمتحدث باسم «فتح» في غزة ماهر مقداد وقادة «فتحاويين» من الضفة، ألفوا غرفة العمليات بضغط من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لدراسة الأوضاع بعد «الانقلاب الحمساوي على سلطة فتح في غزة».
وأشارت المصادر إلى أن غضباً «فتحاوياً» في الضفة الغربية يسيطر على الموقف، وخصوصاً أن بعض قادة «فتح» اتهموا دحلان وأبو شباك والمشهراوي بالمسؤولية عن ضياع الحركة، وسرقة الأموال التي كانت تتدفق لتقويتها في مقابل «حماس» في غزة. كذلك اتهموهم بتسليم المقار الأمنية بسهولة إلى عناصر «حماس».
وذكر مسؤولون أمنيون، لـ «الأخبار»، أن بعض قادة «فتح»، ومنهم من الصفوف الأولى، طالبوا بمحاسبة دحلان وتحميله مسؤولية تدمير «فتح» في غزة وتسليمها إلى «مجرمين وقطّاع طرق».
وقال هؤلاء المسؤولون إن أحد عناصر «كتائب شهداء الأقصى»، الذراع المسلحة لـ «فتح»، حاول الاعتداء على دحلان في رام الله ووجّه إليه عبارات قوية تتهمه بالعمالة والتواطؤ لبيع حركة «فتح»، قائلاً: «انت خائن بعت جماعتك من دون ثمن ولازم تحلّ عن وجوهنا وتنقلع (تروح بلا رجعة)».
ولم يفلت عباس من الانتقادات أيضاً، إذ حمّله قادة «فتحاويون» مسؤولية عدم تحريك عناصر الأمن التابعة له، قائلين إنه «تردّد كثيراً في إصدار الأوامر، وهو ما أدى إلى خسارة فتح وهزيمتها شر هزيمة في غزة».
وفي السياق (د ب أ)، حمّل مصدر أمني مصري رفيع المستوى، في تصريح لصحيفة «المصري اليوم» أمس، «مجموعة محمد دحلان» مسؤولية اندلاع الاقتتال الأخير في القطاع، مشيراً إلى أن «هذه المجموعة تسيطر على كل الأجهزة الأمنية وتقاتل في القطاع بأوامر» دحلان. وأشار إلى أن القاهرة لا تمتلك «قرار إبعاد هذه المجموعة عن الحكم»، مشيرا إلى أنها «مفروضة بالقوة من إسرائيل وأميركا». وتابع المصدر أن «هذا لا يعني أن حماس بريئة، إذ ارتكبت أخطاء فادحة منها إصرارها على ربط الدين بالسياسة».