القاهرة ــ الأخبار
بعدما حسم الحزب الوطني الحاكم 86 مقعداً من أصل 88 في الانتخابات التكميلية لمجلس الشورى المصري (الغرفة الثانية للبرلمان المصري)، التي شابها تزوير فاضح، بدأت معركة جديدة بين أعضاء قيادة الحزب الحاكم، لمحاولة انتزاع مقاعد التعيين في مجلس الشورى ضمن الـ44 مقعداً الذين سيختارهم الرئيس حسني مبارك، الذي يعطيه الدستور حق تعيين ثلث الأعضاء.
ولن تقتصر تعييينات الرئيس على أعضاء حزبه، فمن المتوقّع أن يوزّع عدداً من المقاعد على أحزاب المعارضة. وفي هذا الإطار، يُتوقَّع أن يستمر رئيس حزب «التجمع» اليساري، رفعت السعيد في مقعده. كما تظهر التوقعات أن التعيينات ستطال عدداً من الأقباط المصريّين، وذلك تماشياً مع سعي الحكومة المصرية لتلافي غيابهم فى المجال التشريعي. ويأتي نبيل لوقا بباوي على رأس المرشحين الأقباط، وخصوصاً في ظل علاقته الجيدة بالنظام، وهو الذي سبق وأقام دعوى قضائية لإسقاط الجنسية المصرية عن عالم الاجتماع المصري سعد الدين ابراهيم بسبب مطالبته الرئيس الأميركي الضغط لإسقاط نظام الرئيس مبارك.
أمّا المعركة الأهم التي سيشهدها «سباق» التعيين، فستكون بين عدد من رؤساء تحرير الصحف الحكومية المصرية. ويأتي على قائمة الترشيحات رئيس تحرير جريدة «خبر اليوم»، ممتاز القط، ورئيس تحرير جريدة «الجمهورية» محمد علي ابراهيم، ورئيس تحرير مجلة «روز اليوسف» عبد الله كمال. ويتوقع أن يحلّ رؤساء التحرير في الشورى بدلاً من أسلافهم السابقين المسؤولين في المؤسسات الصحافية، كما يُتوقع أن يشمل القرار تعيين عدد من الوزراء الحكوميين وأساتذة الجامعات.
وفى السياق، أكّد رئيس مجلس الشورى والأمين العام للحزب الوطني، صفوت الشريف، أن القرار الجمهوري المنتظر إصداره بتعيين 44 عضواً في المجلس، إنما يهدف إلى استكمال الخبرات التي يحتاج إليها المجلس لأداء دوره التشريعي الجديد.
من ناحية أخرى، انتهت جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشورى التي يتنافس فيها 32 مرشحاً للفوز بـ12 مقعداً في 11 محافظة من محافظات مصر الـ26 من دون حوادث تذكر، وفي أجواء من اللامبالاة الشعبية، مع حصول الحزب الحاكم على 80 في المئة من مقاعد المجلس في الجولة الأولى. وانحصرت المنافسة في الدورة الثانية، بين أعضاء «الوطني» الذين يتنافسون في ما بينهم. وفيما يُتوقَّع ظهور النتائج الرسمية اليوم، يُنتظر أن تكون نسبة الإقبال شديدة التدني.
وشاركت جماعة الإخوان المسلمين، أكبر حركات المعارضة المصرية، في الانتخابات بـ19 مرشحاً، إلا أنهم خسروا جميعاً في الجولة الأولى. بسبب «عمليات التزوير»، التي قالوا إنها تمّت ضد مرشحيهم.