موسكو ــ حبيب فوعاني
كراكاس تسعى إلى غوّاصات نووية... خوفاً من اعتداء أميركي


ذكرت مصادر في مجمع الصناعة العسكرية الروسية، أمس، أن موسكو بدأت تنفيذ عقد وقّعته المؤسسة الروسية الفدرالية الموحدة لتصدير الأسلحة، «روس أوبورون إكسبورت»، مع سوريا لبيعها خمس مقاتلات «ميغ -31 إي» المجهَّزة بصواريخ جو - جو يبلغ مداها نحو 120 كلم، وتبلغ سرعتها 3000 كلم في الساعة، وتوجد 300 منها لدى الجيش الروسي، وبقي 40 منها لدى كازاخستان من العهد السوفياتي، ولم يجر تصديرها إلى خارج روسيا.
ووفقاً للخبراء الروس، ستقوم طهران بتسديد ثمن هذه الطائرات العسكرية الحديثة، التي تقدر بمليار دولار.
ولو صحّت الأنباء، التي أكّدتها صحيفة «كومرسانت» الروسية أمس، فإن هذا التعاون العسكري سينهي حالة جمود دامت بين البلدين منذ بداية التسعينات بسبب مشكلات تسديد الديون السوفياتية المتراكمة على دمشق.
وكانت موسكو قد أعلنت، خلال زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو في نهاية عام 2006، إلغاء 73 في المئة من الديون السورية (نحو 10 مليارات دولار)، وذلك ما منح الفرصة لدمشق لاستئناف تعاونها العسكري المكثَّف مع موسكو، تجلّى في عام 2006 بتوقيع عقد لتحديث 1000 دبابة سورية.
وفور شيوع هذا الخبر، نفت الهيئة الرسمية المسؤولة عن صادرات الأسلحة في روسيا ما جاء في التقارير الصحافية أمس. وذكرت وكالات أنباء روسية أن رئيس شركة «روس أوبورون إكسبورت»، سيرغي تشميزوف، أبلغ الصحافيين في معرض جوي في باريس، أن «روسيا لا تعتزم بيع مقاتلات لسوريا وإيران». غير أنّ المتحدث باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين، اعتبر أن التعاون العسكري الدولي الروسي «يتوافق مع القانون الدولي في مجال عقودنا في التعاون العسكري التقني».
من جهتها، استنفرت إسرائيل على كل المستويات لمواجهة هذا الخبر، حيث سرّبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، بأن جهاز الأمن الإسرائيلي قلق مما وصفه «تقدم ملموس في الاتصالات بين روسيا وسوريا للتوقيع على صفقة كبيرة تشتري بموجبها سوريا طائرات مقاتلة من طراز «ميغ 31» المتطورة».
وقالت الصحيفة إنه لا معلومات لدى جهاز الأمن الإسرائيلي حول إبرام صفقة بين روسيا وسوريا بخصوص مقاتلات «ميغ 31»، لكن معلومات وصلت إلى إسرائيل خلال الأعوام الأخيرة حول اعتزام سوريا شراء مجموعة من هذه المقاتلات. وقال النائب عن حزب الليكود والرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، يوفال شتاينيز، «هذه المعلومات مثيرة للقلق إذ إنها تندرج في إطار صفقات كبيرة لشراء أسلحة أبرمها السوريون أخيراً». وشدد على أن «امتلاك سوريا لطائرات «ميغ -31» يعني أنه لا يمكننا بعد الآن استبعاد فكرة أن هذا البلد يستعد للحرب».
إلى ذلك، تستعد «روس أوبورون إكسبورت» أيضاً لتوقيع عقد لبيع الأسلحة بمبلغ يفوق المليارين ومئتي مليون دولار، مع الجماهيرية الليبية، التي توقفت عن شراء الأسلحة السوفياتية منذ عام 1987. ومن المنتظر أن يتم توقيع العقد خلال زيارة مرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طرابلس الغرب قريباً. وبحسب معلومات صحيفة «كوميرسانت»، تهتم ليبيا بشكل أساسي بشراء أنظمة الدفاع الجوي الحديثة، وهي عبارة عن أربع منظومات دفاع جوي صاروخية بعيدة المدى من نوع «إس - 300 بي إم أو - 2»، والتي أبدت المملكة العربية السعودية أيضاً اهتمامها بها.
وفي سياق متصل، كانت مصادر في قطاع صناعة السفن الروسية قد أكّدت في منتصف الشهر الجاري أن فنزويلا تقدمت بطلب لشراء ما بين 5 و 9 غواصات حربية روسية تعمل على الطاقة الكهربائية، وأن البتّ في الموضوع سيتم أثناء زيارة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز إلى موسكو من 28حتى30 حزيران الجاري.
وتنوي فنزويلا استخدام الغوّاصات الروسية لحماية مياهها الإقليمية، حيث حقول النفط، من هجوم يمكن أن تشنّه عليها الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يزور الرئيس الفنزويلي موسكو قبيل زيارة الرئيس الروسي بوتين إلى الولايات المتحدة في 1 و2 تموز المقبل. ولذا، فمن المرجَّح أن تكون صفقة الغواصات الروسية لفنزويلا، إضافة إلى صفقة مقاتلات «ميغ» (غير المؤكّدة) إلى سوريا، عوامل توتّر إضافية في العلاقات بين موسكو وواشنطن، من جهة، وموسكو وتل أبيب من جهة ثانية.