وجبهة «البوليساريو»، التي رعتها الأمم المتّحدة في ضاحية «مانهاست» قرب نيويورك، أمس، في التوصّل إلى حل للنزاع القائم حول الصحراء الغربية، في ظلّ إصرار كلا الطرفين على موقفه.ووصفت «البوليساريو» الموقف المغربي بأنّه «متشدّد»، وأوضح منسّقها العام محمّد خداد أنّ موقف الوفد المغربي برئاسة وزير الداخلية شكيب بن موسى، «اتسم بمحاولة دفع المجتمع الدولي لتأييد الاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية».
وأشار خداد إلى أنّ الجبهة مستعدّة لتضمين الاستفتاء الاقتراح المغربي الداعي إلى نظام حكم ذاتي في الإقليم تحت السيادة المغربية (من خلال السيطرة على الدفاع والاقتصاد والسياسة الخارجيّة)، مشدداً على أنّ «المغرب ليس لديه الحق في التحدث باسم الصحروايين، لأنهم أصحاب الحق في اتخاذ القرار بشأن مستقبلهم، بواسطة الاستفتاء».
من جهته، طلب رئيس وفد الصحراء الغربية محفوظ علي بيبا من ممثلي الوفد المغربي «تحمّل مسؤولياتهم في حال فشل المفاوضات»، فيما أعلن رئيس المجلس الملكي المغربي لشؤون الصحراء خليهن ولد الرشيد، خلال لقائه صحافيين قبيل الدخول الى مقر المفاوضات، أنّ الرباط مستعدّة لتطبيق نظام الحكم الذاتي في الإقليم، حيث يظلّ تحت السيادة المغربية، حاسماً بذلك عدم قبول المملكة بأي حل بديل.
ومن المتوقّع أن يقدّم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي بشأن التقدم الذي تم إحرازه، وسط ازدياد المخاوف من استئناف أعمال العنف في حالة عدم حدوث انفراج.
وشارك في المفاوضات إلى جانب وفدي «البوليساريو» والمغرب ممثّل الأمم المتحدة لإقليم الصحراء الغربية الهولندي بيتر فان فالسوم، الذي يلعب دور الوسيط في تلك الجولة.
ودعيت إلى المحادثات كلّ من موريتانيا والجزائر، التي أشارت إلى أنّها ليست معنية مباشرة بالنزاع وأنّه لا أطماع لها بهذه المنطقة، لكنّها متمسّكة «بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير»، بعدما كانت إسبانيا قد أعلنت، أوّل من أمس، تعليق مشاركتها بناءً على طلب الطرفين المعنيين في هذا النزاع.
وتأتي هذه الجولة في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1754، الذي دعا الأطراف إلى «الدخول في مفاوضات بحسن نية ومن دون شروط مسبقة».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)