رام الله ــ سامي سعيد
حكومة الطوارئ تلغي جوازات السفر الفلسطينية... والمواد الأساسية في غزّة تنفد خلال أيام


شن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أعنف هجوم على حركة «حماس»، جدّد خلاله إغلاق باب الحوار، وزاد عليه تعليق عمل المجلس التشريعي الفلسطيني الذي تتمتع «حماس» بغالبية فيه، فيما فاقمت حكومة الطوارئ معاناة سكان قطاع غزة عبر إلغاء جوازات السفر الصادرة من القطاع، وسط تحذيرات من نفاد المواد الأساسية فيه خلال تسعة أيام.
وقال عباس، خلال كلمة أمام المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله، أمس، إن المجلس هو الجهة الشرعية الوحيدة الممثلة للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
وحمّل حركة حماس مسؤولية تعطيل عمل المجلس التشريعي لمدة تزيد على ستة أشهر.
وذكر أبو مازن أن حركة «حماس» حاولت اغتياله قبل سيطرتها على قطاع غزة، وذلك عبر أنفاق زرعتها في الشوارع التي يسلكها في القطاع. وقال «إنه تلقى شريطاً مصوّراً يظهر فيه 6 أشخاص يجرّون عبوة ناسفة تزن 250 كلغ، ويقولون بالصوت والصورة إن هذه العبوة لأبو مازن».
وأضاف أبو مازن «إنه تلقى الشريط من شخص من حركة حماس لم يذكره، متهماً خالد مشعل بالضلوع في التخطيط وإعطاء الأوامر لتنفيذ العملية». وأشار إلى أنه «حاول مرات عدة بصبر وطول نفس معالجة المشاكل الداخلية لمنع أخطار الحرب الأهلية عن الفلسطينيين وأنه كان يعضّ على الجراح لتجاوز الأزمات، لكن عناصر التيار الانقلابي لم يتوقفوا عن ممارساتهم حتى سيطروا على السلطة كاملة في غزة، وقاموا بعمليات السلب والنهب ضد المقارّ الأمنية».
وأعلن عباس رفضه التام لأي حوار مع «حماس» التي وصفها بأنها «مجموعة من التكفيريين والقتلة والخارجين عن القانون والدين الإسلامي السمح». ودعا إلى وضع نظام انتخابي على أساس التمثيل النسبي الكامل. وطالب المجلس المركزي بالانعقاد الدائم لمواجهة «الانقلاب في غزة»، وطالب «حماس» بالاعتذار عن «انقلابها» في قطاع غزة.
وتابع أبو مازن «إن هدف الهجوم الحمساوي في غزة جاء صراعاً بين المشروع الوطني ومشروع الميليشيات الظلامية ومشروع إمارة الظلام».
في المقابل، رفض ممثل «حماس» في لبنان أسامة حمدان اتهامات أبو مازن جملة وتفصيلاً، مؤكداً أن خطاب عباس «حمل الكثير من القصص المفبركة والأكاذيب الواضحة»، معتبراً أن «إغلاق عباس لباب الحوار هو دليل ضعف».
واتهم حمدان الرئيس الفلسطيني بالسعي لتكريس فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وقال: «إن عباس هو من طلب من الاحتلال قطع إمدادات الغاز عن غزة». وتساءل قائلاً «كيف نفسر الدعم الأميركي الفوري لحكومة فياض التي انقلبت على الحكومة الشرعية، وكيف نفسر دعم الاحتلال المعلن لعباس؟».
في المقابل، لجأت «حماس» إلى إظهار انشقاقات في حركة «فتح»، فأعلن في غزة تأسيس حركة جديدة باسم «فتح الياسر»، يتزعمها المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد أبو هلال، الذي قال إن «النظام الداخلي الأصلي لـ«فتح» سيكون هو الأساس في النظام الداخلي لحركة «فتح الياسر» مع بعض التعديلات والتغييرات التي تتناسب مع التطورات التي تشهدها الساحة الفلسطينية». ورأى أن محمود عباس «خارج إطار الشرعية الوطنية، وأن كل قراراته باطلة ولاغيه».
إلى ذلك، قال وزير الإعلام في حكومة الطوارئ الفلسطينية رياض المالكي إن الحكومة قررت تغيير جواز السفر الفلسطيني، ونقل الإدارة العامة للجوازات إلى الضفة الغربية.
وأضاف «هذه الجوازات سيتم التعامل الدولي معها فقط، بمعنى أن كل مواطن عليه أن يقوم بتجديد جواز السفر، وفقط هذا الجواز الذي سيؤهله للسفر والتنقل». وأوضح «أي جواز سفر سابق لن يكون ساري المفعول ولن يتم احترامه وقبوله من أي جهة دولية أياً كانت».
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية المستقلة (معا) أن هذا الإجراء سوف يحرم سكان قطاع غزة من إصدار جوازات جديدة أو تجديد جوازاتهم المنتهية.
في غضون ذلك، قالت الأمم المتحدة، أمس، إن قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة «حماس» قد ينفد مخزونه من الدقيق والأرز وزيت الطعام وغيرها من السلع الأساسية خلال ما يتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع إذا لم تفتح إسرائيل المعابر الحدودية للقطاع.
وفي السياق، حذّر مسؤولون فلسطينيون من أن السلع الأساسية مثل الدقيق والأرز والسكر ستنفد من قطاع غزة في غضون أسبوع واحد أو أكثر بقليل، إلا إذا تم السماح لمنظمات الإغاثة الدولية بمواصلة إدخال المزيد من الإمدادات الغذائية إلى القطاع.