القاهرة ــ خالد محمود رمضان
رايــس تدعــو إلى اجتمــاع أمني يضــم مصــر والأردن والسلطــة مــع الاستخبــارات الأميــركيــة


في محاولة لبناء حائط صد رباعي ضد «حماس»، يشهد منتجع شرم الشيخ على البحر الحمر الأحد قمة رباعية بمشاركة كل من الرئيس المصري حسنى مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.
وعلمت «الأخبار» أن القمة الرباعية، الأولى من نوعها التي تعقد بين أولمرت وثلاثة من القادة العرب، سيليها اجتماع لرؤساء أجهزة الاستخبارات المصرية والفلسطينية والأردنية بمشاركة أميركية للبحث في اتخاذ سلسلة من الإجراءات التي تستهدف إضعاف قبضة «حماس» على قطاع غزة وعودة الأمور إلى طبيعتها.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن الاجتماع الأمني اللاحق لقمة الرباعية، الذي سيعقد في مصر أو الأردن، تقف وراء الدعوة إليه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس.
وهذا هو الاجتماع الثاني لرئيس وزراء اسرائيلي مع القادة أنفسهم، بعد الاجتماع الذي عقد في شرم الشيخ أيضا عام 2003 بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون وكل من مبارك وأبو مازن وعبد الله الثاني.
وفرضت السلطات الأمنية المصرية إجراءات أمنية مشددة حول المنتجع الكائن في صحراء شبه جزيرة سيناء استباقاً لهذه القمة، كما عززت من الإجراءات الاحترازية عند الدخول والخروج من المنتجع.
وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قد أعلن أمس، أن مبارك هو صاحب الدعوة إلى القمة الرباعية المنتظرة، التي «تستهدف تحقيق دفعة في العلاقات الإسرائيلية ــــ الفلسطينية وتنظيم هذه العلاقة والتحرك نحو تخفيف الضغوط عن الشعب الفلسطيني وخلق المناخ المناسب لإطلاق عملية السلام مجدداً».
وأضاف أبو الغيط «لقد شاهدنا مأساة الشعب الفلسطيني عامي 1948 و1967»، مشدداً على عدم القبول بحدوث هذا الأمر للمرة الثالثة.
ورداً على إمكان التزام الفصائل الفلسطينية بما يصدر عن هذه القمة، قال أبو الغيط «عندما يكون الحديث بين رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء الإسرائيلي، فهذا التزام على السلطة وجميع الفلسطينيين». وأعرب عن الأمل في أن تسفر هذه القمة عن انطلاقة جديدة لعملية السلام وعملية المفاوضات الفلسطينية ــــ الإسرائيلية، مشيراً إلى أنه ليس من الضروري أن تبدأ فور انتهاء القمة لكنها تخلق المناخ الذي يفتح الطريق أمام عملية المفاوضات.
وفي ما يخص استقبال مصر لعدد من النازحين الفلسطينيين من قطاع غزة، قال أبو الغيط «لا يتصور أحد أن الشعب الفلسطيني تضطره الظروف إلى أن يتحول مرة أخرى إلى لاجئ فى أرضه».
وأشاد وزير الخارجية المصري بخطاب عباس أول من أمس، وقال إنه «يعكس الالتزام القوي والواضح بتحقيق أمل الشعب الفلسطيني في إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على ارض فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة».
وأعلن أبو الغيط أن بلاده ستبقى على اتصال دائم بالسلطة الفلسطينية الشرعية وستسعى لتحقيق انفراجة للشعب الفلسطيني في غزة. وقال إن «بعض الاتجاهات ترى أن الوضع الحالي في الاراضي الفلسطينية مناسب أو فرصة يجب انتهازها لاستئناف مفاوضات السلام»، مضيفاً أن «الأيام كفيلة بالكشف عن ذلك»، ومشيراً إلى أن بلاده تواصل اتصالاتها مع كافة الأطراف لتشجيعها على تقديم المساعدات والدعم والأغذية وكل ما يتعلق بالإعاشة للشعب الفلسطيني. وأوضح أنه بمجرد التوصل إلى تفاهم على عودة المراقبين الأوروبيين، فإن المعبر المصري الحدودي أيضاً سيمارس دوره في رفع الضغط عن الشعب الفلسطيني.
وأكدت إسرائيل مشاركة أولمرت في هذه القمة، مشدّدة على أنها تستهدف «تقوية المعتدلين (في الساحة الفلسطينية) وتعزيز العلاقات الاسرائيلية ــــ الفلسطينية».
وعن كيف يمكن أن تساعد إسرائيل عباس، قالت المتحدثة باسم رئاسة الحكومة ماري ايسين، إن أولمرت «سيطلب الأحد من مجلس الوزراء وضع حد لتجميد تحويل الأموال من إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية».
وأعرب أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه عن أمله في أن تكون القمة بمثابة حجر زاوية لبدء المفاوضات الفلسطينية ــــ الإسرائيلية لإقامة دولة فلسطينية. لكن «حماس» توقعت ألّا تتمخض القمة عن أي فائدة جديدة للفلسطينيين.
ومن المقرر أن يكون الملك السعودي عبد الله الاثنين في القاهرة، في إحدى محطات جولته الأوروبية. وذكرت مصادر مصرية أن عبد الله ومبارك سيبحثان الأوضاع الفلسطينية ولبنان.