غزة ــ رائد لافي
«القسّـــام» تنفي التخطيـــط لاغتيالـــه: العمـــلاء أقـــلّ مـــن حفـــر الأنفـــاق لهـــم


واصلت حركة «حماس»، لليوم الثاني على التوالي، ردودها «القاسية» على الرئيس محمود عباس، الذي وصفته بـ «كبير الخونة» و«موظف الادارة الأميركية»، واتهمته بقيادة مخطط «الانقلاب الدستوري»، بعد خطابه «الناري» أول من أمس أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير، الذي بدأ التحضير لإجراءات والإعداد لانتخابات مبكرة، من المرجح أن تستثنى «حماس» من المشاركة فيها.
ولم تقتصر ردود الفعل «الحمساوية» على الخطابة، فخرجت تظاهرات تندد بعباس وتحرق صوره ومجسمات تمثله في القطاع ليل أول من أمس.
واتهم رئيس المجلس التشريعي بالإنابة الدكتور أحمد بحر الرئيس محمود عباس بـ «الانقلاب الدستوري»، مفنداً الانتهاكات التي ارتكبها ابو مازن بحق الدستور في «خطة مدروسة ومبرمجة».
ورفض بحر قرار عباس ورئيس المجلس الوطني سليم الزعنون إلغاء دور المجلس التشريعي ونقل سلطاته وصلاحياته الدستورية إلى المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير. ورأى أن «هذا التوجه يمثّل خرقاً لمقدمة القانون الأساسي التي تؤكد فقرتها الثالثة على أن القانون الأساسي هو القاعدة لتنظيم العلاقة المتبادلة بين السلطة والشعب، وهو الخطوة الأولى على طريق تحديد المعالم المميزة للمجتمع المدني المؤهل لتحقيق الاستقلال، وهو القاعدة الأساسية لسنّ التشريعات والقوانين الموحدة للوطن الفلسطيني».
ووصف حسن الصيفي، أحد القادة السياسيين لحركة «حماس»، عباس بأنه «كبير الخونة والعملاء»، متهماً إياه بـ «الانقلاب على الشرعية الفلسطينية والالتفاف على القانون والدستور». وقال «طالعنا كبير الخونة والخائنين محمود عباس بخطابه التحريضي الكاذب الكذوب الذي قلب فيه الحقائق وزوّر فيه الأمور وأظهر أن حماس في غزة قد انقلبت على الشرعية».
وساندت «ألوية الناصر صلاح الدين»، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، «حماس» في هجومها على عباس. وقال المتحدث باسمها، أبو عبير، «يا من اتهمت حماس بالخيانة وأنت رأس الخيانة وراعي القتل في فلسطين». وشدد على أن حركة «حماس» جزء أصيل من المقاومة الفلسطينية، مبدياً دعمه ومساندته لما قامت به هي والمجاهدون من «سحق» لمقار الأجهزة الأمنية «العميلة».
ووصف المتحدث باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، عباس بأنه «قائد عصابات ومافيا».
ونفى اتهام عباس لـ «كتائب القسام» بالتخطيط لاغتياله عبر حفر نفق أرضي. وقال «إن الخونة والعملاء هم أقلّ من حفر الأنفاق لهم».
وعلى وقع هذا الهجوم «الحمساوي» المضاد، استجاب الآلاف على امتداد قطاع غزة، لدعوات «حماس» عبر مكبرات الصوت في المساجد، إلى الخروج في تظاهرات غاضبة ضد عباس.
وصدحت حناجر الآلاف من أنصار «حماس»، الذين انتظموا في مسيرات حاشدة عقب صلاة العشاء في القطاع، بالشعارت المنددة بخطاب عباس، الذي نعت خلاله حركة «حماس» بأقدح الصفات مثل جماعة «التكفيريين والانقلابيين الدمويين».
وأضرم المتظاهرون في غزة النار في مجسمات ودمى تمثل ابو مازن، وبصور كبيرة تجمعه مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. كذلك أحرق متظاهرون في مسيرات مشابهة في مدينة خان يونس، جنوب القطاع، صوراً شخصية لعباس، وأعلاماً إسرائيلية وأميركية.
وداس عشرات المتظاهرين بأقدامهم في مناطق عديدة في القطاع، على صور عباس، وصور أخرى للقيادي البارز في حركة «فتح» النائب محمد دحلان، الذي تتهمه حركة «حماس» بقيادة من تصفه «التيار الخياني».
وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس في رام الله، أن غالبية الفلسطينيين تؤيد إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة للخروج من الأزمة الراهنة.
وجاء في استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية، أن نسبة 75 في المئة تؤيد إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة. وإذا جرت انتخابات تشريعية ورئاسية، فإن حركة «فتح» ستحصل على 43 في المئة وهي النسبة ذاتها التي حصلت عليها في استطلاعات رأي اجريت قبل ثلاثة اشهر في آذار الماضي.
أما كتلة الاصلاح والتغيير (حماس)، فقد تراجعت نسبة التأييد لها من 37 في المئة قبل ثلاثة اشهر الى 33 في المئة في الاستطلاع الحالي.
وفي ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، قال 40 في المئة ممن شملهم الاستطلاع انهم لن يشاركوا فيها. وأشار الاستطلاع الى أن نسبة التصويت لعباس ستكون 49 في المئة في مقابل 42 في المئة للقيادي في «حماس» رئيس الوزراء اسماعيل هنية الذي اقاله أبو مازن.
أما إذا ترشح أمين سر حركة «فتح» في الضفة الغربية مروان البرغوثي المعتقل في اسرائيل في مواجهة اسماعيل هنية، فسيحصل على نسبة 59 في المئة من الاصوات في مقابل 35 في المئة لهنية.