غزة ــ رائد لافي
معلومات إسرائيلية عن استئناف مفاوضات تبادل الأسرى


كشف حركة «حماس» أمس عن مزيد من المعلومات عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، مشيرة إلى أنه «مصاب بجروح»، لم تحدد درجة خطورتها بدقة، وهو ما دفع الإسرائيليين إلى الحديث عن تحرّك في ملف مفاوضات التبادل.
وقال القيادي في حركة «حماس»، الدكتور أسامة المزيني، إن «شاليط مصاب بجروح، ويعيش في مكان معزول وفي ظل ظروف صعبة»، مشيراً إلى أنه «يحتاج إلى عناية طبية خاصة، لكن طبيعة المكان الذي يحتجز فيه، والوضع الأمني، يحولان دون تحقيق هذه العناية». وأوضح أن شاليط أصيب خلال عملية الأسر.
وقال المزيني: «لا شك أن شاليط يحتاج إلى عناية طبية مضاعفة، لكن للأسف الشديد لم يتسن توفيرها له، بسبب الوضع الأمني، وإصابته لم تحظ بالشفاء»، مشيراً إلى أن حركة «حماس» أوصلت رسالة من خلال التسجيل الصوتي لشاليط إلى العالم بأسره مفادها أن «حكومة العدو هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة إزاء وقف صفقة التبادل»، مستشهداً بتحميل شاليط ذاته الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التقصير وإهمال جنودها وأفرادها.
وأضاف المزيني أن حركة «حماس» أثبتت أنها «تتعامل مع قضية التبادل كقضية إنسانية، ونحن رغم مرور عام كامل على أسر الجندي شاليط، إلا أننا نحافظ على حياته ونعامله معاملة كريمة». واستبعد إمكان التفاوض المباشر بين «حماس» والحكومة الإسرائيلية لإتمام صفقة التبادل، مشدّداً على أنه «لا يمكن أن نلتقي مع هذا العدو المجرم القاتل»، مجدداً موقف حركة «حماس» من ضرورة إتمام الصفقة عبر المفاوضات غير المباشرة التي يقوم بها الوسيط الأمني المصري.
وقال المزيني: «إن الاتصالات في شأن قضية شاليط توقفت منذ نحو ثلاثة أشهر، بسبب التعنت الاسرائيلي في مقابل المرونة الكافية التي أبدتها حركة حماس»، مشدداً على تمسّك الحركة بمطالبها المتعلقة بالإفراج «عن جميع النساء والأطفال، إضافة إلى ألف أسير من ذوي الأحكام العالية وقيادات الشعب الفلسطيني، إلى جانب الإخوة المجاهدين من الدول العربية والقدس والأراضي المحتلة عام 48».
وقالت مصادر مطلعة إن كشف حركة «حماس» عن هذه المعلومات بعد وقت قصير من نشرها تسجيلاً صوتياً لشاليط، تهدف إلى إعادة الاهتمام لقضية الأسرى، بعد أشهر من الجمود الذي أصاب مفاوضات صفقة التبادل.
ورجحت المصادر نفسها، لـ«الأخبار»، أن تكون حركة «حماس» تنتهج حالياً أسلوباً جديداً في إدارة ملف شاليط، عبر العمل على «إثارة» أسرته والرأي العام الإسرائيلي، للضغط على الحكومة الإسرائيلية لمصلحة الاستجابة لشروط المقاومة وإتمام صفقة التبادل، من باب الحرص على حياة الجندي الأسير.
وأعاد الشريط الصوتي قضية شاليط إلى واجهة الأحداث في إسرائيل، مع تصاعد الجدل حول «حماس»، وهو ما رفضه نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، أفرايم سنيه، الذي قال للإذاعة الإسرائيلية: «ينبغي عدم التفاوض المباشر مع حماس... كلما مارسنا ضغوطاً على حماس باتت شروط (تبادل الأسرى) معقولة».
وأضاف سنيه: «قررت حماس بث هذا الشريط لأنها تخوض منافسة مع محمود عباس الذي حقق انتصاراً أول عبر حصوله الاثنين في قمة شرم الشيخ على الإفراج عن معتقلين (فلسطينيين) من طريق المفاوضات».
وأفاد التلفزيون الإسرائيلي، نقلاً عن مصادر في مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية، بوجود تفاؤل بإمكان التقدم قريباً في المفاوضات حول صفقة التبادل المتعلقة بالجندي الأسير. وقال مراسل الشؤون السياسية في القناة العاشرة، تشيكو مناشيه، إن مسؤول ملف التفاوض في الجانب الإسرائيلي، عوفر ديكيل، عاد أمس من القاهرة حيث أبلغ المصريين ضرورة استغلال فرصة التغيير الحكومي في إسرائيل، لجهة تسلم إيهود باراك وزارة الدفاع، قبل أن تتعقد الأمور لاحقاً مع نشر تقرير فينوغراد.
وبحسب مراسل الشؤون العسكرية في المحطة، ألون بن دافيد، فإن إسرائيل تنتظر الآن لائحة جديدة من «حماس» بعدما رفضت اللائحة القديمة التي تقدمت بها الحركة قبل أشهر. وأوضح إن إسرائيل وافقت على 50 اسماً فقط من اللائحة التي تقدمت بها «حماس»، وأعربت عن استعدادها للبحث في أسماء 100 آخرين، فيما رفضت كلياً البحث في أسماء 300 شخص تضمنتها اللائحة لانتمهائهم إلى تصنيف «القتلة الخطيرين».
وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية أن الرسالة الصوتية للجندي شاليط حقيقية، وأن الشريط قد تم تسجيله أخيراً. وقالت المصادر، للإذاعة الإسرائيلية، إن إعلان حماس مسؤوليتها عن صحة الجندي الأسير هي إشارة مشجعة.
رغم ذلك، قالت صحيفة «هآرتس» إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ستعمل على تحليل التسجيل الصوتي لشاليط. وأشارت إلى أن هذه الأجهزة لا تملك التجربة الكافية في تحليل الأشرطة الصوتية، وأن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها «منظمة معادية» بنشر تسجيل صوتي لجندي إسرائيلي. وبحسب الصحيفة، فإن المحللين التابعين لوحدة التكنولوجيا في شعبة الاستخبارات العسكرية ولجهاز الأمن العام، الشاباك، سيستعينون بنماذج صوتية من عائلة شاليط، وسيقومون أيضاً بتشخيص الأصوات في خلفية التسجيل في محاولة للاستدلال على ظروف التسجيل ومكانه إن أمكن.
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن غالبية الإسرائيليين تؤيد الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين بما يشمل منفذي عمليات أدت إلى مقتل إسرائيليين في مقابل إطلاق شاليط.
ورداً على سؤال: «هل تؤيد الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين بمن فيهم الملطخة أيديهم بالدماء في مقابل الإفراج عن جلعاد شاليط؟»، رد 61 في المئة من الأشخاص إيجاباً، فيما قال 35 في المئة إنهم يعارضون هذا الاقتراح، ولم يعط 4 في المئة رأياً.

أن حركة «حماس» أثبتت أنها «تتعامل مع قضية التبادل كقضية إنسانية، ونحن رغم مرور عام كامل على أسر الجندي شاليط، إلا أننا نحافظ على حياته ونعامله معاملة كريمة. واستبعد إمكان التفاوض المباشر بين «حماس» والحكومة الإسرائيلية لإتمام صفقة التبادل، لأنه لا يمكن أن نلتقي مع هذا العدو المجرم القاتل