نيويورك ــ نزار عبود
رأى مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري أن استهداف قوات اليونيفيل في جنوب لبنان جاء بهدف التأثير على مجرى التقارير الدولية والنقاشات المرتقبة في مجلس الأمن الدولي، فضلاً عن النيل من العلاقة المميزة بين سوريا وإسبانيا.
وقال الجعفري لـ«الأخبار» إن التفجير حدث قبل مناقشة كانت مقررة الاثنين الماضي لتقرير يتعلق بتطبيق القرار 1701، وآخر عن بعثة التحقّق المستقلة المتعلقة بالحدود مع سوريا، وانسجاماً مع «الخطة القاضية بتدويل الوضع اللبناني بالكامل»، مشيراً إلى أن «التفجيرين استهدفا التقريرين ومضمونهما. تأخّر صدورهما بهدف التعديل وإدراج الحدث الكبير الطارئ».
وقال المندوب السوري «إنه بعد تعطيل واشنطن المبادرة الفرنسية للحوار اللبناني في باريس، قدّمت إلى فرنسا ترضية بعقد مؤتمر يتعلق بدارفور في العاصمة الفرنسية». واتهم «جهات استخبارية بالوقوف وراء قتل الجنود الإسبان لتحقيق الدوافع السياسية الأساس من ورائه، وتتلخّص بتدويل الوضع اللبناني وتعميق الفصل بين لبنان وسوريا». وأضاف إن اتّهام «القاعدة» أو جهات مرتبطة بها «ما هو إلا جزء من صنع الدوافع السياسية للتدويل».
وتوقّف الجعفري عند مسألة استهداف القوات الإسبانية تحديداً. فقال «لسوريا علاقة مميزة بإسبانيا تفوق العلاقة بمعظم الدول الأوروبية الأخرى، وعليه كان المطلوب ضرب العلاقة من خلال الإيحاء بدور سوري في استهداف قوات اليونيفيل».
واستبعد الجعفري «إقفال الحدود السورية اللبنانية إلا إذا أصبح لبنان مصدر تهديد لسوريا، بنشر قوات دولية بين الدولتين الشقيقتين. وهو الهدف الذي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه وفق استراتيجية ترمي إلى تحويل المواجهة معها، إلى مواجهة ما بين الدول العربية».
وفي السياق، حمّّل وزير الإعلام السوري محسن بلال بقايا جيش لحد في الجنوب اللبناني مسؤولية التفجير ضد اليونيفيل. وقال لـ«يونايتد برس انترناشونال» «هناك في تلك المنطقة جماعة إسرائيل من بقايا جيش لبنان الجنوبي المعروف بجيش لحد وهؤلاء كانوا قد نالوا عفواً لدى انتصار المقاومة».
وأشار بلال إلى أن «جزءاً من هذا الجيش هرب مع لحد لدى انتصار المقاومة عام 2000 حين فرت إسرائيل وعملاؤها مما كان يعرف بالحزام الأمني بينما بقي جزء آخر في الجنوب من الجيش ذاته الذي كان يتسلّم رواتبه من إسرائيل».
وأشار بلال إلى أن «مرجعية هؤلاء إسرائيلية ولهم أصدقاء في لبنان». وشدّد على أن «سوريا وقواتها وعناصرها لم يكن لها وجود تاريخياً في تلك المنطقة لا عام 1976 أو 1977 ولا في أي تاريخ آخر خلال الوجود السوري في لبنان».
وقال بلال إن «المجرمين الحقيقيين هم الأدوات الإسرائيلية في جنوب لبنان وهم يأملون بهذه الضربة للقوة الإسبانية توجيه الاتهام إلى دمشق مع علمهم المسبّق بمتانة العلاقة السورية الإسبانية».