مقتل 50 عراقيا و3 بريطانيين وأميركيَّين والسفارة الأميركية تنفي إيواء وزير الثقافةحذّر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس من «مخطّط واسع وخطير»، يعدّ له تنظيم «القاعدة»، يستهدف عدداً من الدول التي تعاني من مشاكل دينية وطائفية، فيما شهدت المدن العراقية سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، في وقت استمرت تداعيات قضية مذكّرة توقيف وزير الثقافة أسعد الهاشمي مع دخول السفارة الأميركية على خطّ السجال الساخنوقال المالكي، خلال زيارته أمس مقر مديرية مكافحة الارهاب في العاصمة، «إن اعترافات عناصر تنظيم القاعدة الذين تم إلقاء القبض عليهم في العراق، كشفت عن خطة لتعميم حالة الإرباك الأمني الى خارج العراق».
وعن العنف الدائر في بلاد الرافدين، قال إن شعبه «في سباق مع الزمن وسباق مع الارهاب وعلينا التعجيل في بناء مؤسساتنا للقضاء على المنظمات الإرهابية وحماية البلاد والدفاع عنها». وأضاف «أن القاعدة محاصرة، وتتلقّى ضربات قاضية في العراق، وأنها تقوم بعملية تهريب عناصرها الى دول أخرى سهلة الاختراق لفتح معارك للتغطية على هزائمها، الأمر الذي يتطلب مزيداً من التعاون الجماعي والرد القوي والسريع».
واستوحى المالكي في كلمته أجواء التفاؤل عن الوضع الداخلي في العراق، من تصريحات نائب القائد العام للقوات الاميركية في بغداد الجنرال فنسنت بروكس، الذي اعتبر أنّ القوات الأميركية والعراقية باتت «تسيطر على 40 في المئة من مناطق العاصمة بغداد».
وحتّى لو صحّت هذه «البشارة» الأميركية، فستكون «فضيحة» حقيقية، لأنها تُظهر العجز الأميركي الذي مضى على احتلاله العراق أربع سنوات و3 أشهر، مخلّفاً جثث ما يناهز المليون مواطن، الى جانب القتلى الأميركيين الذين بلغ عددهم حوالي 3554 بحسب إحصاء وكالة «فرانس برس».
في هذا الوقت، جدّد النائب عن حزب الامة العراقية مثال الالوسي، المؤيد للتطبيع مع إسرائيل، في مؤتمر صحافي، اتهامه لرئيس الوزراء العراقي التدخل في القضاء لحماية وزير الثقافة أسعد الهاشمي من محاكمته في قضية التورّط في اغتيال نجليه العام 2005.
وطالت اتهامات الألوسي السفارة الاميركية في بغداد، والتي قال إنها «تدخّلت من أجل إيقاف القضاء العراقي عن محاكمة الهاشمي». واعتبر أنها «تقوم بحمايته في المنطقة الخضراء».
وردّ الهاشمي بوصف مذكّرة الاعتقال بحقّه بأنها «مسرحية سياسية يُراد منها إسقاط أعضاء جبهة التوافق والوزراء المحسوبين عليها من الحكومة».
من جهتها، نفت السفارة الاميركية في بغداد أي علاقة لها بالامر القضائي المتعلّق بالقاء القبض على الهاشمي، وقالت، في بيان صحافي أمس، إنها لم تكن طرفاً ولم تتدخل في الموضوع، تاركة الحسم فيه للحكومة العراقية.
وفي ظلّ الخوف مما قد يحمله يوم الخميس المقبل من «مجزرة» قد تستهدف المسيرة الشعبية التي دعا إليها الى سامراء في ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء، جدّد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر دعوة جميع الشيعة إلى المشاركة في الزيارة التي ستقتصر على يوم واحد، موجّهاًَ تطميناته للأوساط السنية بأنّ «لا نوايا لدى الشيعة في إخراج أهالي سامراء من مدينتهم»، ومناشداً إياهم «التعاون كي تكون الزيارة نقطة تحول في العلاقات المتصدعة».
من جهتها، دعت الحكومة العراقية المواطنين الى التريث في زيارة سامراء «بما أنّ عملية استكمال تأمين الطريق الى سامرّاء لم تكتمل بعد».
ميدانياً، أُعلن عن مقتل نحو 50 عراقياً، بينهم 20 جثّة فُصلت رؤوسها عن أجسادها، وُجدت في مدينة سلمان بك جنوب بغداد. وأودت سيارة مفخخة بحياة 25 عراقيا في حي المنصور، بينما قُتل أربعة آخرون في أحياء بغداد الجديدة والشورجية. وعُثر على جثتي مسيحيين، يعمل احدهما صحافياً في صحيفة محلية تابعة لجمعية ثقافية مسيحية، في مدينة الموصل.
وفي البصرة، أعلن الجيش البريطاني ارتفاع عدد قتلاه في العراق الى 150 مع مقتل 3 من عناصره، بينما خسر الجيش الأميركي اثنان شرق العاصمة.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي،
د ب أ، رويترز)