strong>شهيد في الضفة واعتقالات لمقاومي «حماس» وانقسام في «فتح» على «نزع السلاح»
اغتالت القوات الإسرائيلية أمس مقاوماً فلسطينياً من «كتائب شهداء الأقصى»، المرتبطة بحركة «فتح» في الضفة الغربية، فيما بدأت الأجهزة الأمنية تطبيق قرار نزع سلاح المقاومة واعتقال المقاومين.
وقالت متحدثة عسكرية إسرائيلية إن جنود الاحتلال أطلقوا النار على الفلسطيني هيثم جعفر صالح (28 عاماً) أثناء هروبه من القوات الإسرائيلية في مخيم للاجئين قرب مدينة نابلس في الضفة الغربية.
ورداً على الاغتيال، قال المتحدث باسم «كتائب شهداء الأقصى» علاء سناكرة إن الكتائب «لن تنفذ المرسوم الذي أصدره عباس في وقت سابق هذا الأسبوع بتسليم السلاح»، مشيراً إلى أن السلاح ضروري للتصدي للعمليات العسكرية الإسرائيلية.
وفي إطار تطبيق المرسوم، قال مصدر في أجهزة الأمن إن القوات الفلسطينية اعتقلت أعضاءً في «حماس» يشتبه في حيازتهم أسلحة بشكل غير مشروع أو محاولة تأليف قوة شرطة مستقلة في الضفة الغربية.
وقال المسؤول في «حماس» فوزي برهوم إن القوات الموالية لعباس احتجزت اكثر من 250 من أنصار «حماس» خلال الأسبوعين الماضيين وإن 120 منهم لم يفرج عنهم بعد.
ودان رئيس حكومة الوحدة الوطنية المقال اسماعيل هنية الغارات الإسرائيلية. وحث على استئناف الاتصالات، قائلاً إن «النظام السياسي الفلسطيني لا يمكن أن يعيش من دون حماس». كما دعا هنية إلى حوار «غير مشروط» مع «فتح» لحل الخلافات الفلسطينية الداخلية. وأضاف «إن الحوار يجب ألّا يكون خاضعاً لتوجه طرف من دون آخر أو إرادة جهة من دون الأخرى».
إلّا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس جدّد رفض الحوار، مشيراً إلى أن منظمة التحرير قررت «عدم الدخول في حوار مع الانقلابيين». وأشاد، إثر مباحثات اجراها في باريس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بـ«الدعم الواضح» للسلطة الوطنية الفلسطينية من جانب فرنسا.
وقال عباس إن «ساركوزي أكد دعم فرنسا للسلطة الفلسطينية. وكان بالغ الوضوح والصراحة في دعمه للشعب الفلسطيني». وأضاف إن ساركوزي «كان حازماً جداً وواضحاً جداً بشأن الحل السياسي وطريقة معالجة المشاكل اليومية في الأراضي الفلسطينية».
من جهته، شدّد المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون على أن ساركوزي جدّد التعبير عن «دعمه التام والكامل الذي لا لبس فيه» لعباس. ونقل المتحدث عن ساركوزي قوله لعباس «نريد أن تنجحوا، إنكم ضمانة السلام، هذا واضح».
وخلال مشاركته في مؤتمر الاشتراكية الدولية في جنيف أمس، طالب عباس «بإحباط أغراض الانقلاب». وأضاف «إنني ومعي الحكومة التي يرأسها د. سلام فياض، نولي كل الاهتمام لمساعدة شعبنا في قطاع غزة، وتأمين كل احتياجاته الإنسانية، وفي الوقت نفسه عزل الانقلاب ونزع الشرعية عن الميليشيات بجميع ألوانها وفرض الأمن والنظام في عموم الأراضي الفلسطينية».
وصفق الحضور لعباس وقوفاً بينما أطلق دعوة إلى التفاوض مع إسرائيل. وقال «بهذه المناسبة أجدّد أمامكم رسالتي للشعب الإسرائيلي بأن يدنا ما زالت ممدودة للسلام الشامل والعادل، من اجل تأمين مستقبل آمن لأطفالنا وأطفالهم».
وتزايد الشرخ داخل «فتح» بعد قرار عباس نزع السلاح، إذ قال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي أمس إن السلاح سيبقى بأيدي المقاومة ما دام الاحتلال الاسرائيلي باقياً.
إلى ذلك، واصلت اللجنة، التي شكلها عباس لبحث أسباب خسارة «فتح»، التحقيق مع المسؤولين الأمنيين والمسؤولين عن وحدات الأمن التابعة للرئاسة في غزة.
وعلمت «الأخبار» من مصادر موثوق بها أن اللجنة التي يرأسها الطيب عبد الرحيم استجوبت الرئيس الفلسطيني نفسه نحو نصف ساعة، واستجوبت للمرة الثانية النائب «الفتحاوي» محمد دحلان لساعتين، فيما كان نصيب المسؤول عن جهاز الأمن الوقائي في غزة سمير المشهراوي أكثر من سبع ساعات من الاستجواب باعتباره أحد أركان الأمن في القطاع.
وقالت المصادر إن المشهراوي قدم أدلة على خيانة بعض قادة الأجهزة الأمنية لمشغليهم وشراء حركة «حماس» ذمم بعض القادة وبعض الضباط الكبار.
وأقال عباس العقيد ركن حسين عوض عودة أبو عاذرة من قوات الأمن الوطني في المحافظات الجنوبية من منصبه وأنزل رتبته إلى جندي، وطرده من الخدمة العسكرية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب)