تبحث الدول الغربية الكبرى المعنية بالملف النووي الإيراني، رغم الانقسامات الواضحة بينها في فرض عقوبات جديدة في مجلس الأمن على طهران، هذه الأيام، إمكان أن تعرض على إيران حلاً وسطاً «يوقف القتال» حول أنشطتها النووية الحساسة، حسبما ذكر دبلوماسي رفيع المستوى في فيينا أمس.وقال الدبلوماسي الأوروبي إنه انطلاقاً من اقتراح للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، تبحث الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا) مشروع اقتراح يقضي بأن توقف إيران توسيع قدراتها في مجال التخصيب إذا كفّت هذه الدول عن متابعة العمل على استصدار قرار دولي بعقوبات جديدة.
وأوضح الدبلوماسي نفسه، لوكالة «رويترز»: «سيكون هذا بمثابة مقدمة تمهد لبدء مفاوضات يقتضي إجراؤها تعليق التخصيب أيضاً. سيكون هذا فعلياً توقف للقتال ريثما يحاول الطرفان التفاوض على وقف لإطلاق النار». وأضاف: «وهدف وقف إطلاق النار، أي تعليق التخصيب، هو الدخول في مفاوضات (للسلام)»، مشيراً إلى عملية تنفيذ الحوافز التجارية التي عرضتها الدول الست على إيران قبل عام.
وذكرت مجلة «نيوزويك»، التي أوردت الاقتراح في وقت مبكر أمس، أن بريطانيا هي التي صاغته.
إلا أن مسؤولاً في وزارة الخارجية البريطانية علق على ذلك بالقول إن «الخطوات التالية قيد النقاش، لكن سياستنا ما زالت كما كانت دائماً. لا مرونة في ما يتعلق بمطلب وقف التخصيب الإيراني قبل أن يمكن بدء محادثات».
ويقول دبلوماسيون إن روسيا والصين وألمانيا مستعدة لتقبل وقف توسيع رقعة برنامج التخصيب الإيراني، بينما تشكك الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في ذلك أو ترفضه.
وفي السياق، قال مسؤول روسي أمس إنه إذا واصلت إيران العمل ببرنامجها النووي، فإن بإمكانها الحصول على سلاح نووي في غضون خمس سنوات.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف، في مكالمة هاتفية مع وكالة «انترفاكس» من ستراسبورغ، إنه زار إيران قبل فترة ليست بعيدة، حيث التقى نواباً إيرانيين. وأضاف: «تفادى الإيرانيون بعناد الأسئلة المباشرة عن برنامجهم النووي. استناداً إلى هذا، وإلى إشارات أخرى، لدي إحساس بأن إيران تعمل على سلاح نووي»، مشيراً إلى أن اللهجة العدوانية في حوار إيران مع المنظمات الدولية يقوي هذا الاشتباه، وموضحاً أن «هذه لهجة دولة تفصلها خمس سنوات على الأكثر فقط عن إجراء تجربة نووية».
(رويترز، يو بي آي)