واصلت الدول الغربية تحذيراتها إلى طهران على خلفية استمرارها في عمليات تخصيب اليورانيوم، مهددة بـ«تدابير إضافية» إذا لم تستجب الجمهورية الإسلامية لمطالبها، فيما عطلت إيران اجتماعاً تحضيرياً يعقد في فيينا من أجل إصلاح معاهدة حظر الانتشار النووي.وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية، أول من أمس، في بيان صدر بعد اجتماع للدول الست (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا وألمانيا) عقد في لندن، أن «ثمة اتفاقاً قوياً على الطريق التي يجب سلوكها والتي تعكس هواجسنا المشتركة من عدم امتثال إيران لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن وحول مصالحنا المشتركة بالتوصل إلى حل تفاوضي».
وأضاف البيان أن الدول الست «كررت دعمها القوي لأن يتابع (المنسّق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي) خافيير سولانا، الحوار مع (كبير المفاوضين الإيرانيين) علي لاريجاني، وهذا ما يعكس بوضوح رغبتنا في الحل التفاوضي».
وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن «الجميع موافق على أنه إذا لم تستجب إيران للمطالب الدولية، فسيتخذ مجلس الأمن تدابير إضافية».
وفي فيينا، توقّف اجتماع تحضره 130 دولة لإصلاح معاهدة حظر الانتشار النووي مجدداً أمس، حيث بذل الديبلوماسيون جهوداً حثيثة للتغلّب على اعتراضات إيران على جدول الأعمال، الذي يعدّ بمثابة تحضير للمؤتمر المقبل لمراجعة معاهدة الحظر في عام 2010.
وكانت إيران قد اعترضت على فقرة أضيفت إلى جدول الأعمال، قالت إنها تستهدفها من دون وجه حق بوصفها «الخطر الرئيسي على معاهدة حظر الانتشار النووي». واوضحت أن الفقرة تتجاهل دور الدول التي لديها أسلحة نووية في إضعاف معاهدة حظر الانتشار النووي بتقاعسها عن الوفاء بالتزاماتها بأن تتخلص تدريجياً من ترساناتها أو السعي إلى تحقيق منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط بالضغط على إسرائيل لتفكيك قوتها النووية غير المعلنة.
وفي باريس، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة كلود مانديل، في مؤتمر صحافي، «إنني لا أرى سبباً يجعل دولة مثل إيران لا تمتلك طاقة نووية في إطار مزيج من أنواع الطاقة»، لكنه أضاف إنه يتفهم قلق الغرب.
من جهة ثانية، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس إن حق استخدام جميع إمكانات الطاقة النووية يعود للشعب جميعاً «ولا حق لأحد في هذا البلد بالتراجع عن هذه الحقوق مطلقاً».
وقال نجاد، في كلمة له أمس، في مدينة منوجان التابعة لمحافظة كرمان (جنوب شرق البلاد)، إن «الشعب الإيراني شعب يدعو للسلام، إلا أنه على أعداء هذا الشعب أن يدركوا بأنهم مخطئون لو أرادوا عبر بعض التمهيدات والدعاية الإعلامية المغرضة التعامل مع إيران وكأنهم هم أصحاب الحق».
في هذه الأثناء، تفاعلت قضية اعتقال الرئيس السابق للوفد النووي الإيراني المفاوض حسن موسويان بتهمة التخابر مع جهات أجنبية وتبادل معلومات معها بشأن البرنامج النووي. ونقلت مصادر مطلعة أن موسويان مسجون حالياً في سجن (اوين) في شمال طهران وقد خضع لاستجواب قاضي التحقيق يوم الإثنين الماضي، ووجهت إليه تهمة التجسّس والتخابر مع أطراف أجنبية.
يشار إلى أن موسويان عيّن رئيساً للوفد الإيراني المفاوض في عهد الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حسن روحاني.
(الأخبار، ا ف ب، رويترز، ا ب، يو بي آي)