غزة ــ رائد لافي
تعدّدت السيناريوهات الفلسطينية المتوقعة خلال الشهرين المقبلين إذا استمر الحصار الدولي على الشعب الفلسطيني؛ فبعد تلويح رئيس الوزراء إسماعيل هنية بإمكان «حل السلطة»، تحدثت أنباء عن تهديد الرئيس محمود عباس بالاستقالة، نفتها في وقت لاحق مصادر مقرّبة منه، وإن أكدت أن الفكرة تراوده، في وقت اغتالت فيه قوة إسرائيلية 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، واستشهد رابع متأثراً بجراحه.
ونقلت مصادر فلسطينية مطّلعة عن أبو مازن تهديده بالاستقالة من منصبه، إذا استمر الحصار الدولي المفروض على الشعب الفلسطيني. وقالت إن الرئيس الفلسطيني كان «متوتّراً للغاية» خلال ترؤسه اجتماعاً للجنة المركزية لحركة «فتح» أول من أمس في مقر المقاطعة في رام الله، تم خلاله تقويم الوضع الفلسطيني، في ضوء جولة عباس الأوروبية الأخيرة. وبحسب المصادر نفسها، فإن عباس بات «مقتنعاً» بأن الإدارة الأميركية لا تريد رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، ما دفعه إلى القول صراحة لأعضاء اللجنة المركزية إنه «إذا لم يرفع الحصار فسأترك». وأضافت إن أعضاء في اللجنة المركزية ساندوه بقولهم، خلال الاجتماع نفسه، إنه «لم يعد بوسعنا أن نقدّم أكثر مما قدمناه».
ونفى كبير المفاوضيين الفلسطينيين صائب عريقات نية عباس الاستقالة. وقال «هذا كلام فارغ لا أساس له من الصحة، فالرئيس يبذل كل جهد ممكن لفك الحصار وتحمل كل مسؤولياته».
ونفى عريقات أيضاً نبأ دعوة الرئيس إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة. وقال «خيارنا الآن إنجاح حكومة الوحدة والعمل على كسر الحصار وتكريس سيادة السلطة».
ورغم نفي عريقات، ذكرت مصادر مقربة من عباس، لـ«الأخبار»، أن أبو مازن مستاء من عدم مقدرته على فك الحصار المالي عن الفلسطينيين، وأنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن، فإنه سيترك منصبه. وقالت المصادر إن أبو مازن لم يهدد بالاستقالة، لكنه يرى أن الوضع الفلسطيني صعب وأنه لم يستطع أن يحرز تقدماً كبيراً خلال جولته الأوروبية الأخيرة، على صعيد فك الحصار المالي عن السلطة، وأن الأولى به إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن أن يستقيل.
من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، خلال خطبة الجمعة في غزة، إن هناك مؤشرات إيجابية تجاه تفكيك الحصار المفروض على الفلسطينيين من دون أن يقدّم المزيد من التفاصيل.
وحض هنية الدول العربية على دفع المستحقات المالية للسلطة الفلسطينية، مشدّداً على أن الفلسطينيين «ليسوا متسوّلين على أعتاب أحد». وتساءل «ماذا لو التزم العرب دفع المستحقات المالية؟ هل سيكون هناك حصار؟ أقولها أنا: لا».
وفي السياق، لم يستبعد القيادي في حركة «حماس» ورئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر «حل الحكومة إذا استمر الواقع الراهن». وقال إن «الحكومة دخلت مرحلة العد العكسي في ظل رفض المجتمع الدولي التعاطي بإيجابية مع ارادة الشعب الفلسطيني ورفع الحصار الظالم».
وشدّد بحر على أن «الرد الفلسطيني على موقف المجتمع الدولي الظالم سيكون بعد مرور 100 يوم على حكومة الوحدة». لكنه استبعد أن تكون الانتخابات المبكرة أحد الخيارات المطروحة، وقال إن «حماس ترفض أي خيار يهدف إلى إقصائها عن المشهد السياسي بطريقة غير شرعية».
‏إلى ذلك، ذكرت مصادر طبية وأمنية فلسطينية أمس أن ثلاثة من مقاومي «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، استشهدوا برصاص قوة من المستعربين الإسرائيليين في قرية الحارثية قضاء جنين شمال الضفة الغربية، فيما لاذ اثنان آخران بالفرار.
كما استشهد أمس المقاوم في «سرايا القدس» مهدي الدحدوح (28عاماً) متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها في غارة إسرائيلية في حزيران العام الماضي.