القاهرة ــ الأخبار
رايس: فرصة اللقاء لم تتوافر وإلّا كنتُ استغللتها

علّق مصدر مسؤول في السفارة الأميركية في القاهرة، في حديث لـ«الأخبار»، على اللقاء الذي لم يحدث بين كوندوليزا رايس ونظيرها الإيراني منوشهر متّكي، بالقول إنّ لدى وزيرة الخارجيّة الأميركيّة انطباعاً بأنّ «متّكي يناور حتى يكسب الأفضلية الدبلوماسية والسياسية».
ففي تصريحات أدلى بها أمس، سكبت ماءً بارداً على التكهّنات الحامية التي عزّزتها تصريحات المسؤولين الأميركيّين عن احتمال عقد اللقاء، هاجم متّكي واشنطن ودعاها إلى مراجعة سياساتها «الفاشلة» في الشرق الأوسط.
وقال الدبلوماسي الإيراني، في مؤتمر صحافي في ختام مؤتمر شرم الشيخ: «إنّنا نعتقد أنّه ينبغي للولايات المتحدة إعادة النظر بعمق في سياستها في المنطقة، فالفشل في أفغانستان والعراق ولبنان بعد العدوان الأخير من النظام الصهيوني، كل ذلك يوضح فشلهاواستبعد متكي عملاً عسكرياً أميركياًَ ضد بلاده، مشيراً إلى أنّ درس العراق هو «تجنّب أيّ مواجهة مع أيّ دولة في المنطقة»، وموضحاً أنّ «هؤلاء الذين قاموا بعمليات عسكرية (في العراق وأفغانستان) عليهم أوّلاً حلّ مشكلاتهم».
وحول الحوار المرتقب بين واشنطن وطهران، أعرب متّكي عن اعتقاده بأنّ بدءه «سيأخذ وقتاً، لأنّ جذور المشكلة قديمة والأمر ليس سهلاً»، مبدياً استعداد بلاده «الدائم للتعاون والمساعدة في أمن العراق وفي إنهاء احتلاله»، ومشدّداً على أنّ إيران «أكثر الدول استفادة من استقراره».
وكان متكي، خلال كلمته في المؤتمر، قد اتّهم واشنطن بممارسة الإرهاب في بلاد الرافدين، وقال: «إنّنا نأسف للمعايير المزدوجة بشأن الإرهاب والتمييز بين إرهابيين جيّدين وإرهاربيين سيّئين»، مضيفاً: «خلق ملاذ آمن لهؤلاء الذين يحاولون تحويل الأراضي العراقية إلى قاعدة لمهاجمة الجيران يجب أن يكون محلّ إدانة».
أمّا رايس فقد شدّدت من جانبها، خلال مؤتمرها الصحافي في ختام المؤتمر، على وجوب وقف إيران تخصيب اليورانيوم ونبذ الإرهاب ووقف تدفّق الأسلحة إلى الجماعات المسلّحة في العراق قبل «إعادة دمجها في المجتمع الدولي».
وبشأن لقاء الخبراء الإيرانيّين والأميركيّن، قالت رايس: «جرى لقاء بين المسؤولين (الأميركيّين والإيرانيين)، كما حدث في بغداد (في 10 آذار الماضي)، وتبادلوا وجهات النظر بشأن جوهر الاجتماع، وهو كيفية مساعدة العراق ليكون أكثر أمناً». وردّاً على سؤال عن عدم لقائها بمتكي، قالت رايس: «الفرصة لم تتوافر، وإلّا كنت استغللتها». وأضافت: «طمأنت وزير الخارجيّة العراقي (هوشيار زيباري) إلى أنّ الولايات المتحدة ليس لها أيّ رغبة في تصعيد الوضع في العراق، بل نحن نريد أن تعمل دول الجوار العراقي بطريقة تستجيب لوجود عراق مستقرّ، وهذا أعطى فرصة لنا جميعاً بما في ذلك الولايات المتحدة والإيرانيون والسوريون لكي نلتزم فعل شيء ما تجاه المشاكل التي يواجهها العراق، ولكي يصبح أكثر استقراراً».
وعن لقائها بنظيرها السوري أوّل من أمس، قالت رايس: «كانت فرصة في سياق هذا المؤتمر الذي يضمّ دول الجوار أن نتحدث إلى وزير الخارجية السوري وأن نعلمه بضرورة وقف تسلّل المقاتلين الأجانب، وآمل أن يكون هناك تعاون أكبر بالنسبة لهذا الموضوع».
وفي لقاء مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركيّة بعد محادثاته مع رايس على هامش المؤتمر أوّل من أمس، علّق وزير الخارجيّة السعوديّ سعود الفيصل على لقاء رايس ـــ متّكي، بالقول: «تستخدم الدبلوماسيّة في بعض الأحيان من أجل العقاب أو المكافأة». وأضاف: «يبدو لي ذلك صبيانيّاً جدّاً، ونحن نشعر بالغضب عندما لا يكلّم الناس بعضهم». وكانت الصحيفة قد نقلت عن مسؤولين في الإدارة الأميركيّة، عدم نيّتهم المساومة على لبنان في مقابل الدور السوري في العراق. وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة شون ماكورماك: «ليس للشعب اللبناني صديق أفضل من الولايات المتّحدة».