لم يمنع إلغاء وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لزيارتها إلى إسرائيل، رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت من السعي إلى فتح باب تفاوضي مع الجانب الفلسطيني أملاً في الهرب من الأزمة الداخلية بعد تقرير «فينوغراد»، وقد ساعده في ذلك الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي دعاه إلى زيارة عمان الأسبوع المقبل.وأعلنت متحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس أن أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلتقيان «في وقت قريب جداً» في إطار اجتماعات منتظمة تتم بفضل وساطة أميركية.
وأوضح مسؤول رفيع المستوى في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن اللقاء سيعقد «الأسبوع المقبل» وأن مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين سيلتقون في الأيام المقبلة لتحديد مكان الاجتماع وتفاصيله.
وكانت صحيفة «هآرتس» قد ذكرت أمس أن أولمرت يجري محادثات عبر قناة سرية مع عباس، ويتوقع حدوث تقدم سياسي كبير في الصيف المقبل. وقالت إن أولمرت لمّح إلى وجود مسار مفاوضات سري مع عباس خلال اتصالات أجراها مع وزراء وشخصيات سياسية في إسرائيل في الأيام الأخيرة. وأوضحت أن المحادثات السرية تتناول قضايا سياسية بارزة، لا خطوات، لبناء الثقة مثل إزالة حواجز عسكرية للاحتلال في الضفة الغربية وفتح معابر.
إلا أن رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات نفى وجود قناة اتصال سرية، وقال إن «هذا الخبر عار من الصحة ولا وجود لمثل
هذه القناة السرية».
في هذا الوقت، قال مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية إنهم «دهشوا» من قرار وزيرة الخارجية الأميركية تأجيل زيارتها إلى القدس المحتلة ورام الله الشهر الجاري. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الإسرائيلية قوله إن من شأن إلغاء الزيارة أن يدفع جهات في المنطقة إلى تفسير قرار واشنطن بأن الإدارة الأميركية لا تثق بإمكان دفع العملية السياسية بسبب الوضع السياسي الداخلي في إسرائيل وتدني مكانة أولمرت إلى حد كبير للغاية.
وقال السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن داني أيالون، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن انعدام الوضوح السياسي في إسرائيل في أعقاب التقرير الأولي للجنة فينوغراد لن يضيف شيئاً للقاء رايس وأولمرت.
وأضاف أن «خيبة أمل رايس والأميركيين نابعة بالطبع من أداء إسرائيل في مقابل الفلسطينيين»، في إشارة إلى التحفظات التي أبداها مسؤولون أمنيون إسرائيليون حيال وثيقة «اختبارات التنفيذ» الأميركية.
قال المدير السابق لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، المحامي دوف فايسغلاس، إن «رايس توصلت إلى نتيجة مفادها أن قدرة الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ قرارات هامة في الوضع الراهن محدودة، وهي بالتأكيد لا تريد تبذير الوقت».
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر في مكتب أولمرت قولها إنه خلافاً لما نشر بأن إلغاء زيارة رايس نابع من نتائج تقرير فينوغراد وتزعزع الوضع السياسي لأولمرت، فإنه كانت هناك علامة سؤال عن قيام رايس بزيارة إسرائيل قبل صدور التقرير.
ولكن المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك قال للصحافيين في واشنطن «نحن نعمل عن كثب مع رئيس الوزراء أولمرت. ونحن نعمل عن كثب معه ومع الحكومة في هذه اللحظة فيما يختص بالقضايا الفلسطينية الإسرائيلية وكيفية تحريك العملية للأمام».
ورغم الرؤية الأميركية لصعوبة الحديث مع أولمرت في المرحلة الحالية، إلا أن الملك الأردني عبد الله الثاني أصر على دعوته إلى اجتماع لحائزي نوبل للسلام سيعقد في مدينة البتراء الأردنية الأثرية في 15 الشهر الجاري.
وأكد مسؤول في الديوان الملكي الأردني أن أولمرت تلقى دعوة إلى المشاركة في المؤتمر.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)