محمد بدير
أعربت مصادر سياسية إسرائيلية عن مخاوفها من أن ترخي الأزمة السياسية التي تعصف بحكومة إيهود أولمرت بظلالها على العلاقات مع الولايات المتحدة وخاصة في ما يتعلق بالتعاون بين الجانبين في القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها العملية السياسية مع الفلسطينيين والعرب.
وذكرت صحيفة «معاريف» أن إلغاء وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس زيارتها، التي كانت مقررة إلى إسرائيل منتصف الشهر الجاري، مثّل مؤشرا بارزاً على تشكيك الإدارة الأميركية بمصير الحكومة الإسرائيلية الحالية، وعلى وجه خاص رئيسها إيهود أولمرت.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، شون ماكورماك، قد أقر ضمناً، أول من أمس، بوجود تغيير في الموقف الأميركي قائلاً «إن الوضع السياسي في إسرائيل بات أكثر تعقيداً على المدى القصير» رغم إشارته إلى أن واشنطن «تعمل مع حكومة أولمرت وتنوي مواصلة مساعيها لحث المسار الإسرائيلي الفلسطيني». وقد سعت أوساط أولمرت إلى حصر الضرر الناشئ عن إلغاء الزيارة من خلال نفي وجود أي صلة لهذه الخطوة بالأزمة الحكومية. وأشارت «معاريف» إلى أن مسؤولين في ديوان رئاسة الوزراء سعوا إلى إقناع المراقبين بأن إمكان تأجيل زيارة رايس كان قد أُثير قبل ثلاثة أسابيع، أي قبل نشر تقرير فينوغراد، رغم أن مصادر سياسية إسرائيلية صرحت لـ«معاريف» أنه من غير الواضح بعد سبب تأجيل رايس لزيارتها. وأوردت الصحيفة أن محادثات غير علنية جرت بين مسؤولين في الإدارة الأميركية وآخرين إسرائيليين أظهرت وجود تخوف جدي لدى الأميركيين من سقوط حكومة أولمرت ومن عدم قدرة إسرائيل على إدارة سياسة بعيدة المدى في الموضوع الفلسطيني.
وبحسب «معاريف»، فإن الجانب الأميركي في المحادثات أبلغ الجانب الإسرائيلي أنه ما دام انعدام الوضوح قد ساد في شأن استقرار الحكومة، فإن المسيرة السلمية ستبقى عالقة، كما أن هناك احتمالاً لأن ينعكس ذلك على قضايا أخرى بين الدولتين. وأضافت الصحيفة إن أقوال المسؤولين الأميركيين تركت انطباعاً صعباً لدى الجانب الإسرائيلي، مشيرة إلى أن ثمة خشية في وزارة الخارجية الإسرائيلية من أن يؤدي عدم ثقة واشنطن باستقرار الحكومة بالفعل الى تشويش التعاون مع الأميركيين حتى إشعار آخر.
ووفقاً لـ«معاريف»، لم يفصّل الأميركيون خلال محادثاتهم مع الإسرائيليين ماهية النقاط التي تضررت فيها العلاقات بين الدولتين ولكن أُشير، من جملة الأمور، إلى أن «المسار المعقد حيال الفلسطينيين لا يحتمل انعدام يقين سلطوي في الجانب الاسرائيلي»، بل إن الأميركيين أعربوا عن الشك في الحوار مع «حكومة ستنتقل بعد قليل إلى أياد أخرى».