بغداد ــ الأخبار
بدأت ملامح التغييرات السياسيّة تتوضّح في بغداد، حيث أعلن النائب عن جبهة «التوافق» عز الدين الدولة أمس عن وجود نيات لتأليف كتلة برلمانية جديدة باسم «كتلة النوّاب الأحرار»، في وقت توقّع فيه النائب عن «القائمة العراقية» عزت الشابندر ذوبان كل من جبهتي «التوافق» و«الائتلاف العراقي الموحّد» في كتلة وطنية حقيقية على أساس وطني.
في هذا الوقت، رأى نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي أنّ أمام «التوافق»، بزعامة عدنان الدليمي، «أياماً قليلة لاتخاذ قرارات مهمة في عدد من الخيارات المطروحة». ونقل بيان صدر عن مكتبه قوله أمس، خلال اجتماع استثنائي للجبهة، إنّ «الأسبقية في تلك الخيارات ستكون للحوار»، مشيراً إلى أنّ «تلك الخيارات ستكون ذات مغزى، وستضرب في عمق العملية السياسية وجذورها، لكنها لا ترقى إلى مستوى العملية الانقلابية كما يشاع».
وفي ما يبدو على شاكلة «تغييرات» تأتي مقدمات لإعادة ترتيب «البيت الشيعي» في مواجهة تحديات المرحلة المقبلة، أفاد تلفزيون «العراقية» الحكومي أمس بأنّ حزب «الدعوة الإسلامي» اختار نائب الأمين العام للحزب، رئيس الوزراء نوري المالكي، أميناً عاما له خلفاً لرئيس الوزراء العراقي السابق ابراهيم الجعفري، من دون الإشارة إلى مبرّرات هذا التغيير أو الكيفية التي تمّ بموجبها.
كذلك، أعلن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق»، عن تغيير اسمه وإسقاط كلمة «الثورة» عنه، كما جدد انتخاب عبد العزيز الحكيم رئيساً له.
وقال الحكيم، في مؤتمر صحافي في بغداد أوّل من أمس «إيمانا منّا بالمرحلة الجديدة في بلدنا العراق بعد التغييرات التي طرأت عليه، فإنّ المجلس أكّد مجموعة من المبادئ التي سيتبناها في نهجه»، مضيفاً أنّه «لا بد لنا من توجيه الشكر كلّه للمرجعية الدينية المتمثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني».
وفي السياق، توقّع رئيس كتلة «الفضيلة» في مجلس النوّاب حسن الشمري أمس أن يمرّ العراق في الأيام القليلة المقبلة بمرحلة «مخاض سياسي»، موضحا أنّ «ذلك يأتي بعد الإخفاقات التي رافقت العملية السياسية منذ بدايتها بعد عام 2003»، ومشيراً إلى أنّ «التغيير في البنية السياسية العراقية آت لا محالة، وعلى اللاعبين السياسيين تبنّيه».
وفي الشقّ الميدانيّ، أعلن المالكي أمس عن إنشاء قيادة مركزية لمعالجة الأوضاع الأمنيّة في محافظة ديالى، التي تعاني وضعاً أمنياً متردياً، حيث قضى 61 جندياً أميركياً خلال هذا العام وحده، بعد أن كان الناطق باسم منظمة الهلال الاحمر العراقي عدي أبو طبيخ قد أعلن أوّل من امس، عن نزوح نحو 700 عائلة من المحافظة نفسها خلال أسبوع.
وفي شأن الجنود الأميركيّين الثلاثة المختفين بعد العمليّة التي أودت بحياة 4 من زملائهم ومترجمهم العراقي في فريق يتألّف من 7 عناصر تعرّض أوّل من أمس لهجوم بالقرب من بلدة المحمودية، أعلن تنظيم «دولة العراق الاسلامية»، في بيان على الانترنت أمس، عن مسؤوليّته عن الهجوم وعن اختطافه للجنود المفقودين.
وكان الجيش الأميركي قد أعلن أوّل من أمس عن مقتل أحد جنوده متأثّراً بجروح أصيب بها في تفجير عبوة ناسفة الجمعة الماضي.
وفي سياق سلسلة التفجيرات المستمرّة، والتي امتدّت في الفترة الأخيرة لتشمل إقليم كردستان الهادئ نسبيّاً، قتل نحو 50 شخصاً، معظمهم من الأكراد، في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مبنى يضمّ مقرّ الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في قضاء مخمور شرقي نينوى أمس.
وأفادت الشرطة العراقيّة بأنّ 23 شخصاً قضوا في هجمات متفرّقة وأنّه تمّ العثور على 20 جثّة في أنحاء مختلفة خلال اليومين الماضيين.