strong>سنّة العراق يتّهمون المالكي بـ«البربريّة»... ويؤيّدون «الضغط» على إيران
بدا أمس أن عدد القتلى الأميركيين في العراق يزداد يوماً بعد يوم، مع اقتراب المحادثات الإيرانيّة ـــــ الأميركيّة المنوي عقدها نهاية الأسبوع الجاري في بغداد، حيث تحتدم المعركة السياسية.
ولقي 7 جنود أميركيّين ومترجمهم العراقي مصرعهم في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في غرب بغداد أوّل من أمس، بحسب بيان للاحتلال، الذي أعلن أيضاً عن أنّ 8 من أفراده قتلوا وجرح 13 آخرين، في انفجار عبوات ومواجهات في جنوب وشمال وشرق العاصمة العراقيّة ومحافظة الأنبار في غرب البلاد.
كما أعلنت وزارة الدفاع الكورية ـــــ الجنوبية أمس عن أنه تمّ العثور على جثّة أحد عناصر قوّاتها في العراق داخل محلّ للحلاقة في معسكر تابع لها.
وقتل 26 عراقياً في تفجيرات مختلفة في أنحاء البلاد خلال اليومين الماضيين، كما تمّ العثور على 65 جثّة في تكريت والكوت والموصل وبغداد، حسبما أفادت الشرطة العراقيّة.
وقال حزب «الوفاق الوطني»، الذي يرأسه رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي أمس، إنّ مسلحين قتلوا القيادي البارز فيه هادي الربيعي في هجوم الجمعة الماضي.
وفي البصرة، اندلعت مواجهات بين قوّات «جيش المهدي» التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وقوّات الاحتلال البريطاني، في وقت اشتبك فيه عناصر من التنظيم المذكور مع قوّات أميركيّة وعراقيّة في الكوت والديوانية، ما أدّى إلى مقتل نحو 9 أشخاص.
في هذا الوقت، وجّه تجمّع «مؤتمر أهل العراق» نقداً حاداً إلى حكومة نوري المالكي وطالبها بإيقاف ما سمّاه «الأعمال البربرية ضد أبناء السنة في بغداد»، وإنهاء المخطط الرامي «لإفراغ بغداد من السنة» الذي يُغطّى «باسم الخطة الأمنية».
وطالب المؤتمر، الذي يترأّسه رئيس «جبهة التوافق» عدنان الدليمي، في بيان له أمس، المالكي والمسؤولين الأمنيّين العراقيّين، بأن «يكونوا على مستوى المسؤولية ويبتعدوا عن الأحقاد ولا يتصرفوا بعقلية المليشيات الطائفية».
وأشار المؤتمر إلى أنّ «العمليات العسكرية الحكوميّة التي تنفّذ في الأحياء السنيّة في بغداد، لا تعدو كونها امتداداً لمخطط فرق الموت التي ستسرّع بجر البلاد إلى الحرب الأهلية».
وعلى صعيد المباحثات المرتقبة بين واشنطن وطهران، أعلن المتحدّث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني أمس أنّ مندوب بلاده للمفاوضات «لم يحدّد بعد بشكل قاطع»، وذلك في معرض ردّه، خلال مؤتمره الصحافي في طهران، على تساؤل عن إمكان تمثيل مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي محمد جعفري فيها، بحسب ما نقلته وكالة «إرنا» الإيرانيّة للأنباء.
وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قد جدّد، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن أوّل من أمس، انتقاداته إلى السياسة الأميركية في العراق مُصرّاً على أنّها «كانت ولا تزال بالقطع خاطئة»، ومشيراً إلى «أننا سنوضح لهم أين أخطأوا وكيفيّة تصحيح ذلك». ووصف فكرة تبادل تحليل حقائق الموقف بأنّها «حيوية» بالنسبة إلى من يسعون وراء إحلال الأمن في المنطقة.
وفيما وصف الجانب الأميركي بأنّه «مستعدّ» للتحدّث بخصوص الأزمة العراقية، عبّر متّكي عن شكوكه في أنّ هذه الخطوة بريئة تماماً. وقال «ربما أقدم السيد (الرئيس الأميركي جورج) بوش على هذه الخطوة باعتبارها تكتيكاً يظهر أنه يستجيب لتقرير بيكر ــــ هاميلتون (عن كيفيّة إرساء الاستقرار في العراق بواسطة الحوار) ولكن في الحقيقة السياسات فشلت في العراق».
وفي هذا السياق، حذّر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إيران أمس من التدخّل في الشؤون العراقية الداخلية، مشدّداً على أنّ ما يحصل في بلاد الرافدين سيؤثر «عاجلاً ام آجلاً» على أمنها وأمن دول الجوار.
وقال الهاشمي للصحافيّين، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي، «علينا الضغط على إيران، لكن يجب أن أكون واقعياً فأنا أعرف بالحقيقة من هو الذي يتسبّب بالمشاكل (في العراق)، إنّه ليس فقط إيران وسوريا ودول الجوار بل العديد من الدول»، من دون أن يسمّيها.
وعن الاحتلال، قال الهاشمي «لا أؤيّد رؤية قوّات أجنبية في أراضي بلدي، وحتى الحديث عن (إرسال) قوّات عربية وإسلامية» إليها، مضيفاً إنّه «لن يكون هناك أيّ أمان لها لأنّها ترتدي قبعات مختلفة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي،
د ب أ، أب)