بوش لـ«كبح المتطرفين»... واجتماع في الجامعة العربية
شدد الرئيس الاميركي جورج بوش أمس على ضرورة «كبح المتطرفين الذين يحاولون الاطاحة بالديموقراطية الشابة» في لبنان، والتي تتعرض «لضغوط من قوى خارجية». ولم يشأ بوش إتهام دمشق بالضلوع في أحداث الشمال «لكن لا شك في ان سوريا ضالعة بشكل عميق في لبنان».
المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك، من جهته، رأى أن «القوى اللبنانية ترد بشكل مثير للاعجاب» على تنظيم «فتح الاسلام»، وان الجيش اللبناني «يقوم بعمل جيد جداً». فيما اعلن البيت الابيض ان الرئيس جورج بوش «يدعم جهود الرئيس (فؤاد) السنيورة للتعامل مع القتال في بلاده»، ووصف شون مكورماك المتحدث باسم الخارجية السنيورة بأنه زعيم «كفي وقوي».
وتلقى رئيس الجمهورية إميل لحود اتصالاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابلغه فيه أن «فتح الإسلام» «ليس فصيلاً فلسطينياً». وأعلنت الحكومة الفلسطينية معارضتها الإعتداء على المؤسسات اللبنانية والجيش، مؤكدة حرصها على حماية اللاجئين الفلسطينيين داخل مخيمات لبنان.
عربياً، دعا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى اجتماع لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين في القاهرة اليوم للبحث في الوضع في لبنان، وذلك بعد مشاورات مع الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة. وأبلغ رئيس المجلس موسى ان «تطور الأوضاع في لبنان يستدعي وقفة عربية مسؤولة وتضامنا عربيا مع لبنان، وخصوصا تفاهماً سعودياً ــ سورياً من شأنه أن ينعكس إيجابا على الوضع».
وأعرب الرئيس المصري حسني مبارك عن استنكاره لمحاولات زعزعة الاستقرار على الساحة اللبنانية. ونقل التلفزيون المصري عن مبارك تأكيده للسنيورة، في اتصال هاتفي، حرص مصر على سلام وأمن لبنان وشعبه.
وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اعتبر بعد مباحثات أجراها مع ممثل الأمين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن ان «على جميع من يتواجدون على الأرض اللبنانية في إطار الشرعية التزام الحفاظ على أمن البلاد واحترام المؤسسات اللبنانية حرصا على سلامة الشعب اللبناني وسيادة لبنان على أراضيه».
وأعرب مجلس الوزراء السعودي «عن أسفه للأحداث التي تستهدف أمن لبنان».
ودان الملك الاردني عبدالله الثاني الإعتداء على الجيش اللبناني. ووصف مسؤول في الخارجية الكويتية اعمال «فتح الاسلام» بأنها «غير مسؤولة وتهدد الامن والاستقرار وتضر بالوحدة الوطنية».
واعلنت سوريا ملاحقتها لقادة «فتح الإسلام» عبر الإنتربول الدولي. ونفى مندوبها في الامم المتحدة بشار الجعفري اية علاقة لبلاده بهذه المجموعات، لافتاً الى انه «في كل مرة يكون هناك اجتماع لمجلس الامن لبحث الازمة اللبنانية نشهد اضطرابات». واضاف «انها ليست مصادفة (..) هناك اناس يحاولون التأثير في مجلس الامن للحصول على تبنيه لمشروع قرار بشأن المحكمة» الدولية.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه، واعتبر أعمال فتح الإسلام «تعديا على إستقرار لبنان وسيادته».
وأُعلن ان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا سيزور بيروت اليوم ويلتقي بري والسنيورة.
وأشارت وزارة الخارجية الفرنسية الى أن الوزير برنار كوشنير عبّر للسنيورة عن «تضامن» فرنسا مع لبنان في «مواجهة العنف» الذي يشهده، وأبدى الاتحاد الاوروبي وبريطانيا وألمانيا واسبانيا دعمها لحكومة السنيورة، فيما دعت كندا رعاياها الى تجنب السفر الى لبنان.
وفي نيويورك حيث أبصرت رسالة الرئيس لحود النور، قال المندوب الروسي فيتالي تشوركين، قبل مشاورات لأعضاء المجلس، ان ما يحدث في لبنان حاليا يعقد الأمور كثيرا. وأضاف أن عليه مراجعة نظام المحكمة وبنودها على يد خبراء قانونيين. وبحث المجلس بياناً قطرياً يستنكر التفجيرات بشدة، ويدعو إلى ملاحقة الفاعلين وتقديمهم للعدالة، فلقي رفضاً من البعثة اللبنانية. وقال السفير القطري ناصر عبدالعزيز الناصر إن مشروع المحكمة سيخضع للتدقيق قبل اتخاذ قرار بشأنه، فيما اعتبر مندوب جنوب أفريقيا دوميساني كومالو ان من ينظر إلى ما يحصل حاليا في لبنان «لا بد أن يكون مختلا عقليا لكي يقبل بمشروع المحكمة».