باريس ــ بسّام الطيارة
لم يمرّ أسبوع على انتهاء عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك حتى أعاد قضاة التحقيق في قضية «كليرستريم» المالية، التي هزت حكومة دومينيك دوفيلبان، طرح اسمه في واجهة الأحداث.
قد تكون صدفة من صدف جدول أعمال التحقيق، إلا أن الاستماع إلى رجل المخابرات السابق الجنرال روندو، الشاهد الرئيسي في القضية، سجّل تحولاً كبيراً في مسار التحقيق في حصول القاضيين جان ماري هوي وهنري بونس على وثائق جديدة تتعلق بـ «امتلاك شيراك حساباً سرياً في اليابان».
وكانت الشرطة القضائية قد وضعت يدها في منزل الجنرال المتقاعد على مجموعة من الوثائق، وصف بعض المصادر مضمونها بأنه «متفجر»، الأمر الذي دفع القضاة إلى الاجتماع مع مرؤوسيهم لدراسة «النتائج المترتبة على ذلك والمتابعة الممكنة لنتائج التحقيق مع روندو». وتشير هذه المصادر إلى أن القضاة باتوا «متأكدين من حقيقة وجود حساب مصرفي لشيراك في اليابان»، وهو ما نفاه الرئيس السابق منذ أن نشرت صحيفة «الكنار أنشينيه» السنة الماضية هذا الخبر.
وتؤكد مصادر مقربة من التحقيق دهشة القضاة من «كمية المعلومات» التي تتضمنها الوثائق المصادرة من منزل روندو و«دقّتها». وتقول «إنها تسمح بفتح تحقيق جديد بتهمة سوء أمانة وفساد».
وقد أعادت الصحيفة الفرنسية تأكيد معلوماتها في عددها الأخير، وذكرت أن «القضاء بات يملك الأدلة اللازمة للوصول إلى مختلف خيوط القضية وإطلاق استنابات قضائية دولية» تسمح له بكشف كل تفاصيلها. وكشفت أن الشرطة المالية كانت قد حققت في الأمر عام ١٩٩٦، أي بعد سنة من وصول شيراك إلى الحكم، وأن شيراك كان قد طلب عام ٢٠٠٢ من الجنرال روندو «محو آثار التحقيق»، وهو ما فعله رجل المخابرات، إلا أنه أبقى على الوثائق في حوزته إلى أن اكتشفتها الشرطة في منزله خلال تحقيقها بقضية «كليرستريم».
وتأتي هذه القضية إلى جانب قضية المعاشات الوهمية في بلدية باريس التي يمكن أن تطال شيراك، لتذكّر الفرنسيين بأن الحصانة التي يتمتع بها هذا الأخير كرئيس سابق تسقط في السادس عشر من حزيران المقبل، وحينها يصبح في إمكان القضاء استدعاؤه والتحقيق معه مثل أي مواطن عادي، وخصوصاً إذا تبين أنه يملك هذا الحساب ولم يعلن عنه في تصريحه الإلزامي بقيمة الموجودات التي يمتلكها قبل الدخول إلى الإليزيه ولا في تصريحه المماثل عند انتهاء ولايته.
إلى ذلك، كشفت الصحف الفرنسية أن نيكولا ساركوزي، الذي ملأ تصريحاً مماثلاً بعد انتخابه، ترك خانة المجوهرات والأحجار الثمينة خالية، بمعنى عدم امتلاكه هو أو زوجته أي مصوغات أو ساعة ثمينة أو ما شابه، وكذلك خانة المفروشات. وتهكمت بعض الصحف قائلة إنه كان «ينام على الأرض»، وإن المجوهرات التي تزيّن صدر زوجته سيسيليا لا بد أنها «مزيفة» أو أن أصدقاء لعائلة الرئيس الجديد قد أعاروهم بعض المجوهرات.
وأشارت الصحافة إلى أنه حسب تصريحات ضرائب ساركوزي للسنة الماضية ٢٠٠٥، فإن ثروته كانت «أقل من ٧٥٠ ألف يورو»، فيما صرح هذه السنة بمليونين وخمسمئة ألف يورو أي بزيادة مليون و٧٥٠ ألف يورو خلال سنة واحدة.