شهدت مراكز الاقتراع في سوريا أمس، بحسب وكالة «سانا» السوريّة للأنباء، «إقبالاً كثيفاً» من الناخبين على الاستفتاء لولاية جديدة مدّتها 7 سنوات للمرشّح الوحيد الرئيس بشار الأسد، فيما أعلنت المعارضة أن طيفاً واسعاً من الشعب السوري سيقاطع الاستحقاق «استجابة لمطالبها».ومدّدت السلطات السورية الاقتراع إلى العاشرة من مساء أمس «نظراً للإقبال الكبير على التصويت»، علماً بأنه كان من المقرّر إغلاق الصناديق عند الساعة الثامنة، بعدما كان التصويت بـ«نعم» أو «لا» قد بدأ منذ السابعة صباحاً.
وقال مصدر أمني رفيع المستوى في وزارة الداخلية السورية، لـ وكالة «يونايتد برس إنترناشيونال»، إنّ عملية الاستفتاء سارت بشكل طبيعي من دون أي حادث أمني، موضحاً أنّ النتائج «ستظهر خلال 24 إلى 48 ساعة من بدء عملية الاقتراع».
وفي تعليق على المرحلة المقبلة، لفت نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إلى أنّها «صعبة ومليئة بالتحدّيات وربما بالمواجهات»، مشدّداً على أنّ بلاده «قادرة على تجاوزها».
وقال الشرع، بعد الإدلاء بصوته، إنّ «الشعب السوري خَبِر الرئيس الأسد خلال سنين طويلة مضت، وهو قادر على أن يشقّ طريق سوريا إلى الأمام لتكون نموذجاً لوحدة وطنية يحتذى بها»، موضحاً أنّ «المطلوب من سوريا خلال السنوات المقبلة التكاتف والتضامن والمزيد من الوحدة الوطنية».
أمّا وزير الخارجية وليد المعلّم، فقد قال من جهته، بعد الإدلاء بصوته في وزارة الخارجيّة، إنّ «فترة الولاية الأولى للرئيس بشار الأسد واجهت موجات عالية من الضغوط وفي الولاية الثانية نأمل أن يجني شعبنا ثمار هذا الصمود»، مشيراً إلى أنّ بلاده «اعتادت موجات الضغوط الخارجية»، وموضحاً أنّه «بعد فشل هذه الضغوط، يجب على الذين خططوا لعزل سوريا أن يعيدوا النظر في مواقفهم».
وفي إطار التصريحات الرسميّة، قال وزير الإعلام محسن بلال «نعم لشبكة الأمان ودولة الوحدة الوطنية واستعادة الأرض والجولان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس وحقّ اللاجئين في العودة». وأضاف «نعم للعراق الحرّ المستقل السيّد الخالي من جميع القوات الاجنبية، ونعم للبنان الوحدة الوطنية، لبنان المقاومة والصامد في وجه إسرائيل والتدخّلات الاجنبية، من أجل ألّا يتدخّل السفراء والقناصل بشؤونه الداخلية وبوضعه السيادي».
وفي المقابل، اتّهم الأمين العام لحزب «الاتحاد الاشتراكي العربي» ذو التوجه الناصري، حسن عبد العظيم، وهو الناطق باسم «التجمّع الوطني الديموقراطي» المكوّن من 6 احزاب قوميّة ويساريّة معارضة، في حديث لـ «يونايتد برس إنترناشيونال»، أشخاصاً محيطين بالأسد بـ «إلزامه بتغيير خطابه وعدم التقيّد بوعوده التي أدلى بها في خطاب القسم حين تم انتخابه لأول مرة في تموز من عام 2000». وقال «نحن لا نستجدي الحوار مع السلطة وعلى السلطة أن تأخذ المبادرة للحوار معنا».
أمّا «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة، فكانت قد دعت في بيان أوّل من أمس السوريين الى مقاطعة ما سمته «مهزلة الاستفتاء» الرئاسي، مشيرةً إلى أنّ «مقاطعة (الشعب السوري) للانتخابات التشريعية المزيّفة الأخيرة (في 23 نيسان الماضي) كانت وقفة تاريخية بطولية»، ومطالبةً بـ «متابعة المسيرة الجبارة لتحرير الوطن».
وتابع بيان الجبهة بالقول «قاطعوا تلك اللعبة الزائفة واحجبوا أصواتكم الشريفة عن ديكتاتور الخيانة والعمالة، ديكتاتور العبودية والاستبداد»، متهماً الأسد من دون تسميته بـ «الانبطاح على عتبات إسرائيل».
(يو بي آي، رويترز، د ب أ، أ ف ب)