بعد أقل من عامين من عمله كمدرس للغة العربية في مدرسة فلسطينية عامّة، تخلّى زكريا الجمل عن وظيفته ليعمل في البناء.كان الموظفون الحكوميون، مثل الجمل، الأكثر تضرراً من الحصار المفروض على الحكومة الفلسطينية، إذ يحصلون على جزء من رواتبهم من مانحين عرب وأوروبيين، لكن الجمل ومعلمين آخرين يقولون إنه غير كاف لنفقات الحياة وتحوّل عدد كبير إلى قيادة سيارات أجرة أو العمل في مقاه لتوفير احتياجاتهم.
وقال الجمل (28 عاماً)، وهو يضع اللمسات الأخيرة على أرضية مبنى إداري جديد في الخليل في الضفة الغربية، «يجب على السلطة أن توجد حلاً بديلاً للمتعلمين الفلسطينيين»، مشيراً إلى أن عمله يدر عليه مئة شيقل (25 دولاراً) في اليوم الواحد.
وقال نشأت الاقطش، المحاضر في جامعة بيرزيت، إن «المتخرجين الجدد تعبوا من الوضع». وأضاف إن «حكومة الوحدة الوطنية لم تنجح ولن تنجح» بسبب الضغط الإسرائيلي.
وقال وزير الإعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثي إن «هذا شيء محزن ومعيب لمشاهدة المتعلمين يذهبون لسوق العمل اليدوي». وأضاف «الذي يلام في هذا الوضع هو المحاولات الإسرائيلية للتجويع والتفقير».
ويتمتع المدرّسون باحترام شديد في المجتمع الفلسطيني حيث تتجاوز نسبة التعليم 90 في المئة.
وذكر مسؤول في وزارة التعليم الفلسطينية أن المدارس العامة في غزة والضفة الغربية المحتلة تقبل نحو ثلاثة آلاف مدرّس جديد كل عام. لكنه أضاف إن عدداً كبيراً منهم يضطر إلى البحث عن وظيفة اخرى لعجز الحكومة عن سداد الأجور.
وعقب تخرجه من جامعة القدس، عمل محمد صوايفي مدرساً للعلوم في مدرسة قرب الخليل. وبعد أربعة اشهر، ترك وظيفته ليقود سيارة أجرة كسباً للرزق. ويقول «أفضّل العمل كسائق سيارة أجرة على أن أعمل في المدارس الحكومية من دون الحصول على راتب».
ومثل الجمل، ترك رائد بشيتي التدريس ليعمل في البناء. وقال «لا أريد العمل في القطاع الحكومي ما لم أحصل على راتبي، ليس لدينا خيار آخر».
(رويترز)